#مسجد (المركز الثقافي الإسلامي) في مدينة جنيف بسويسرا.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد في حي بيتي ساكوني الذي يعد من أرقى الأحياء في مدينة جنيف كبرى المدن السويسرية والعاصمة القديمة لهذا البلد الأوروبي الجميل الذي يقع بين فرنسا وألمانيا.
بدأت الفكرة على يد الداعية المصري المعروف د. سعيد رمضان الذي هاجر إلى سويسرا واستقر في ألمانيا، وقد وضع حجر الأساس للمبنى عام ١٩٧٥م وانتهى البناء عام ١٩٧٨م، وقام بافتتاحه الملك خالد بن عبد العزيز.
تم بناء المسجد والمركز بأمر من الملك فيصل على حساب الحكومة السعودية، وقد كلف البناء حوالي ٢١ مليون فرنك سويسري.
هذا المسجد كبير رغم أنه يبدو صغيرا في الصور، وهو واحد من أكبر أربعة مساجد على مستوى سويسرا كلها، فقد بني على أرض تبلغ مساحتها ٤٠٠٠م٢، ويتسع مصلى الرجال لأكثر من ١٥٠٠مصل ويتسع مصلى النساء لأكثر من ٥٠٠ مصلية.
يمتلك المسجد مخططا عصريا متميزا لكن أساسيات المسجد في التراث الإسلامي حاضرة فيه، وأهمها المئذنة التي يبلغ علوها ٢٢م وتمتلك شرفتين ورأسا قلميا جميلا، وكذا القبة الزجاجية الأنيقة التي ينسل الضوء من خلالها إلى الأبهاء الداخلية للمسجد التي تزدان جدرانها بالزخارف والنقوش المذهلة والتي تولى عملها حرفيون خبراء من المغرب الذي اشتهر بهذا الأمر.
وتحيط بالمسجد مساحات خضراء تم تزيينها بأشجار متنوعة وأزهار ملونة، بطريقة زادت من روعة المسجد والمركز الذي يضم قاعة محاضرات كبيرة ومكتبة إسلامية وفصولا دراسية وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية.
ومما تنبغي معرفته أن سويسرا للأسف من البلدان الغربية التي تضيق الخناق على المساجد وتمنع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت منذ ٢٠٠٩م، رغم كونها بلد جون كالفن الذي يعد الشخص الثاني بعد مارتن لوثر في قيادة الإصلاح الديني الذي أفضى إلى تأسيس المذهب البروتستانتي المعتدل في نظرته للأديان والثقافات الأخرى!
ورغم التضييق هناك أكثر من ٩٠ مسجدًا في هذا البلد الصغير وعدد من المراكز والمؤسسات الإسلامية، ويبلغ عدد المسلمين حوالي ٤٠٠ ألف مسلم، وبلا ريب فإن المسجد يقوم بدور كبير في حياة الجالية المسلمة في هذه المدينة.