#مسجد (الملحكي) في قرية الملحكي بمحافظة إب في الجمهورية اليمنية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد على تلة جميلة تستوطنها واحدة من هجر العلم المعروفة في محافظة إب الخضراء بوسط اليمن، وهي قرية الملحكي الواقعة في عزلة الأملوك التابعة لمديرية الشعر.
وللمسجد اسمان، الأول ما أثبتناه في العنوان أعلاه وهو اسم القرية التي يقع فيها المسجد، والاسم الثاني مسجد المليكي نسبة لبانيه الشيخ جمال الدين محمد بن علي المنتصر المليكي الذي انتهى من تشييده سنة ٩٦٥هجرية بحسب اللوحة المثبتة في الجدار الذي ينفتح منه باب المسجد، وهذا يعني أن عمره يقارب خمسة قرون بما يشير إلى أنه قد تعرض لتغييرات عديدة ولم يعد كما كان عند بنائه.
ومن التغييرات الإيجابية التي طرأت عليه المنارة التي يشمخ بها، فقد ذكر المؤرخ المعروف العلامة إسماعيل الأكوع أنها بنيت سنة ١٣٦٦/ ١٩٤٧م بأمر من عامل النادرة العلّامة أحمد بن يحيى الخباني، حيث كان مخلاف الشعر يتبع قضاء النادرة.
يتكون المبنى الرئيسي للمسجد من دورين، خصص الدور الأول لطلبة العلم الذين كانوا يأتون من مناطق متعددة لطلب العلم عند علماء هذه القرية، ومن هنا فقد عدّها القاضي الأكوع من هجر العلم في اليمن، أما الدور الثاني فهو يحتوي على المصلى الذي يتسع لبضع مئات.
يمتلك هذا المسجد تصميما رائعا، ويتميز بمئذنته العالية ذات التشكيل المتميز في أقسامها الأربعة، ويمكن الإطلال من خلال شرفتها العالية على الطبيعة الخلابة ولا سيما في فصل الصيف حينما تهطل الأمطار بغزارة فتكتسي الجبال والأودية بخضرة نضرة، ويتميز كذلك بقبابه التسع التي تزين سقفه المربع ببياضها الناصع وتزدان في الداخل بالنقوش والزخارف الإسلامية الجذابة، بجانب النقوش والخطوط التي تزين المحراب والمنبر بصورة متميزة شوهتها آثار السنين والتدخلات السلبية لمنعدمي الخبرة ومن يجهلون القيمة الأثرية لهذه التحفة الهندسية النفيسة، وينطبق هذا الأمر على المئذنة التي انتقص الدهان العشوائي من جمالها!
وفي فناء المسجد توجد بركة واسعة ذات تصميم جميل، وكان الناس يتوضأون من مياهها التي تتجمع من مياه الأمطار المنسكبة على سطح المسجد وفنائه المبلط بالحجارة الملساء، وما تزال قائمة ويتعلم فيها الأطفال السباحة!
