المسجد الجامع في مدينة بندر عباس في جمهورية إيران

المسجد الجامع في مدينة بندر عباس في جمهورية إيران



(المسجد الجامع) في مدينة بندر عباس بجمهورية إيران.

أ.د.فؤاد البنا

يعد هذا المسجد من أقدم المساجد في مدينة بندر عباس، عاصمة محافظة هرمزغان الواقعة في جنوب إيران، وهو واحد من عشرة مساجد سنية تقام فيها صلاة الجمعة في هذه المدينة التي يشكل السنة حوالي ٥٠% من سكانها الذين كانوا غالبية كبيرة قبل قيام الثورة الخمينية!

وتروي حكايا التاريخ بأن الحاج زين العابدين أبو القاسم عزاي هو من بنى هذا المسجد أول مرة، وذلك قبل أكثر من ٢٧٠ سنة. وخلال هذه السنوات أجريت لهذا المسجد عدد من عمليات الصيانة والتطوير، وجرت آخرها سنة ٢٠٠٤م ليتم افتتاحه سنة ٢٠٠٧م، حيث استغرق الترميم والتجديد ٤ سنوات حتى أصبح بهذا الجمال والسعة مع المحافظة على أساسيات البناء السابق، وقد جرى هذا التجديد تحت إشراف الشيخ عبد الله بعلا الرستماني إمام أهل السنة والجماعة بمدينة بندر عباس.

وبالطبع فإن هذا المسجد هو الأكبر بين المساجد السنية التي تحتضنها هذه المدينة التي تعد أهم ميناء لإيران، ولذلك فقد سمي بالمسجد الجامع؛ ذلك أنه أكبر مسجد يجمع السنة يوم الجمعة على مستوى هذه المدينة.

تبلغ مساحة المسجد ٤٩٠٠م٢ ولا شك بأن هذه المساحة تتسع لعدد كبير من المصلين لكن لم نستطع معرفة عددهم بالضبط، ومما يؤيد سعته الكبيرة أنه يمتلك ٢٠ باباً كبيراً، بجانب انفتاح ٣ أبواب كبيرة على الشرفات الشمالية والشرقية والجنوبية للمسجد، وبعد ذلك فإن المسجد يتكون من طابقين بجانب الصحن العريض.

للمسجد مئذنة واحدة شاهقة الارتفاع وتمتلك عددا من الشرفات، ويبدو أن تصميمها أقرب إلى النمط المعماري العربي.

يقوم الهيكل الكبير للمسجد على ١٢ عمودًا ضخما، بجانب الأعمدة التي تحمل سقف الشرفة. وفي الحقيقة فإن العمود القديم يتكون من عدة أعمدة ذات زخارف جبسية، وتم تغطية أساسات الأعمدة بالحجارة أثناء الترميمات حتى تصبح أكثر صلابة ومتانة!

وأخيرا فإن الهندسة المعمارية الفريدة التي يمتاز بها هذا المسجد لا تزال تجذب انتباه الكثير من السائحين وتنتزع إعجابهم. وبسبب قيمته الفنية والتأريخية فإنه مسجل في قائمة الآثار الوطنية الإيرانية التي ينبغي المحافظة عليها، ورقم تسجيله هو ١٥٩٩.

وبلا شك فإن هذا المسجد يلعب دورا في حياة المسلمين السنة في هذه المدينة، وذلك في حدود الهامش الذي تتيحه السلطة الشيعية التي تحكم إيران منفردة منذ وصول الخميني إلى السلطة سنة ١٩٧٩م.

x