#مسجد (بورني) في مدينة قازان بجمهورية روسيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في ناصية مهمة تشرف على شارعين وسط مدينة قازان التي تمثل عاصمة جمهورية تتارستان التابعة لجمهورية روسيا الاتحادية.
جرى تشييد هذا المسجد سنة ١٨٧٢م، والمادة الأساسية المستعملة في البناء هي القرميد الأحمر، وقد أمسك زمام المبادرة رجل مسلم يدعى محمد صادق بورنيف الذي تبرع بكافة تكاليف البناء، ومن ثم فقد اكتسب المسجد اسمه من عائلة هذا الرجل الخيّر عرفانا من الناس بالجميل له. وقام بتصميم المبنى وتنفيذ البناء معماري يدعى بيوتر إيفانوفيتش رومانوف، وتم افتتاحه في عام ١٨٧٢م. وكانت السلطات الشيوعية قد أغلقته عام ١٩٣٠ مثل آلاف المساجد، وظل على هذا الحال قرابة ستة عقود ونصف، وأعيد افتتاحه في عام ١٩٩٤م بعد أن أجريت له صيانة شاملة حتى بدا بهذه الأناقة!
يمتلك المسجد نمطا معماريا جميلا ينتمي إلى المدرسة التتارية، مع اقتباس بعض التفاصيل من أنماط أخرى في العمارة الإسلامية، وكان المسجد من غير مئذنة، ولم يتم تشييد المئذنة إلا في عام ١٨٩٥م.
ومن الواضح للعيان أن أكثر ما يميز المسجد هو مئذنته الضخمة التي لا تخلو من شبه بأبراج بعض الكنائس الأرثوذكسية، وتتربع بهيكلها الجميل فوق بوابة المبنى، وتمتلك نقوشا وزخارف ونوافذ وتفاصيل عديدة جعلتها شديدة الجاذبية إلى حد الروعة!
يتكون المسجد من طابق واحد يشتمل على قاعة كبيرة للصلاة تتسع لمئات المصلين، وهي ذات نوافذ رأسية عالية تنتهي بأقواس جميلة، ويحيط بالمبنى سور بني من ذات المادة ونفس اللون ليصبح المسجد كله تحفة حمراء ذات جمال خلاب!
وتزخر المناطق الداخلية للمسجد بتفاصيل فنية تتجسد فيها الفنون التتارية والروسية التي كانت سائدة في العصور الوسطى!
