#مسجد (أوناتراكوم) أو (الفتح) في مدينة كيجالي عاصمة جمهورية رواندا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع المسجد في حي شعبي من أحياء مدينة كيجالي عاصمة رواندا الواقعة في منطقة البحيرات العظمى بقلب قارة إفريقيا.
توجد أقلية مسلمة في هذا البلد تقترب نسبتها من ٢٠% من السكان، ويعيشون بقدر من الحرية ويتمتعون بحقوق المواطنة ولهم ممثلون في البرلمان والحكومة والجيش، وخاصة أنهم لعبوا دورا إيجابيا في الحرب الأهلية التي جرت عام ١٩٩٤م بين عرقيتي الهوتو والتوتسي وأثمرت عن مقتل قرابة مليون ضحية أغلبهم من أقلية التوتسي رغم أن الجميع مسيحيون بل وكاثوليك!
ويمتلك المسلمون مئات المؤسسات التي تمثل مقومات للمحافظة على هويتهم، وأهمها المساجد التي يصل عددها إلى ٦٥٠ مسجداً، وكذا المدارس حيث توجد ١٥٥ مدرسة ابتدائية، و٦٠ مدرسة ثانوية، لكنها تظل أقل كثيراً من احتياج المسلمين الذين يصل عددهم إلى حوالي ٢.٥ مليون، بجانب أن أغلبها متواضعة في المبنى والمعنى!
وبالنسبة لمسجد الفتح فإنه بجانب المصلى الذي يتسع لعدد غير معلوم على وجه الدقة، فإنه يحتوي على مدرسة لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم، ومن خلال المسجد والمدرسة التابعة له يحافظ علماء المسلمين ودعاتهم على هوية الأقلية المسلمة وعلى تماسكها الاجتماعي.
بني المسجد على طراز تم المزج فيه بين العالمية التي تمثلها المساجد التراثية وبين المحلية، فبدا بهذه الصورة الجميلة ولا سيما إن قسناه بطبيعة الحياة في هذا البلد الإفريقي الذي لم ينتشله التعافي الاقتصادي بعد من هاوية الفقر الكبير!
يتميز المسجد بمئذنتين تنبثقان من جانبي الواجهة الرئيسية للمبنى، وكما رأيت في صور عدد من المساجد هنا فإن إحدى المئذنتين أعلى من الأخرى وأشد سماكة وتمتلك ٣ شرفات بدلا من شرفتين. وبين المئذنتين توجد ثلاث قباب غريبة التصميم، ويجمع هيكل المسجد في تلوينه بين اللونين الأبيض والأخضر.
