#مسجد (بوسان) في مدينة بوسان بجمهورية كوريا الجنوبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قلب واحد من أهم الأحياء في مدينة بوسان التي تعد المدينة الثانية في كوريا بعد العاصمة بجانب أنها ميناء رئيسي لهذا البلد المزدهر والذي يحوي جالية مسلمة صغيرة.
وهو ثاني أقدم مسجد في كوريا الجنوبية بعد مسجد أبوبكر الصديق في العاصمة سيئول، حيث تم افتتاحه سنة ١٩٨٠م، وقد قامت الجالية المسلمة في هذه المدينة بتشييده بجهودها الذاتية وبمساعدة من قبل دولة ليبيا.
وتم تجديده في الفترة الأخيرة على حساب جهة حكومية من جمهورية تركيا، وهو يخدم قرابة ٣٠ ألف مسلم في المنطقة التي تنتمي المدينة إليها.
يتكون المبنى من ثلاثة طوابق غير واسعة، ويقع مصلى الرجال في الطابق الثاني ومصلى النساء في الطابق الثالث. ومن المؤكد أنه يؤدي أدوارا ثقافية واجتماعية بجانب وظيفته الأساس في إقامة الصلوات وتعزيز الجانب الروحي لمن يقصده من مسلمي المنطقة. ويمتلك مبنى إضافيا في جزء من فناء المسجد وهو الذي يتولى القيام بالوظائف الثقافية والاجتماعية التي تزرع الوعي في عقول الجالية المسلمة وتزرع أواصر التآلف في قلوبهم.
يمتلك المسجد تصميما متميزا، من الواضح أنه جمع بين خصوصيات المعمار الإسلامي الأساسية وخصائص المعمار في هذه المدينة حتى لا يبدو شاذا في الحي الذي يسكنه.
وتبرز جمالياته في هيكله الناصع البياض والذي تم تطريزه في أماكن محدودة بلون أحمر، وفي نوافذه الزجاجية الضخمة ذات التقويسات غير المكتملة، وأهم من هذا وذاك قبته المتميزة التي تشبه قبة مسجد أبي بكر الصديق في سيئول، ومنارته المتوسطة التي تجاورها عدد من المنارات الصغيرة التي تضافرت مع القبة في إظهار الهوية الإسلامية للمسجد بحسب التراث الإسلامي.
أما داخل المسجد فإنه يتزين بكثير من مقومات المعمار الجمالي في التراث الإسلامي، حيث يزخر المنبر والمحراب وبعض المساحات في الجدران والسقف والأعمدة بنقوش وزخارف أبدع الأتراك في عملها، وأعطت المسجد زينة كاملة من غير مبالغة كما يحدث في بعض المساجد!
ويمتلك المسجد فناء لا بأس به تم استخدامه كمواقف للسيارات، مع وضع بعض لعب الأطفال في جزء منه لتشجيع الأسر على المجيئ إلى المسجد مع أطفالها!
