#مسجد (المانع) في مدينة لوسيل بدولة قطر.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في منطقة مرسى لوسيل، ولذلك فإنه يسمى أيضا مسجد مرسى لوسيل، وهو أول مسجد وأكبرها في هذه المدينة التي تم تشييدها ضمن الاستعدادات لاحتضان كأس العالم. وهي مدينة ذكية خضراء، تقع في شمال العاصمة الدوحة، وتبلغ مساحة لوسيل الإجمالية ٣٨ كم٢، وتحتوي على ٤ جزر و١٩ منطقة تجارية وسكنية وترفيهية، ومنها الاستاد الرياضي الذي سيحتضن المباراة النهائية لكأس العالم غداً بإذن الله تعالى، هذا بجانب المرافق العامة الضرورية لكل مدينة، وتستطيع لوسيل استيعاب ٢٠٠ ألف ساكن و١٧٠ ألف موظف، و ٨٠ ألف زائر، بما مجموعه ٤٥٠ ألف نسمة. ولوسيل هو اسم لزهرة نادرة كانت تستوطن أراضي قطر.
وقد جرى افتتاح المسجد في أبريل ٢٠٢٢م، ويمتد على مساحة ١٤ ألف م٢، ويتضمن عددا من الأقسام أهمها المصلى الذي يتسع لحوالي ٣٠٠٠ مصل من الرجال والنساء، بجانب الفناء شبه المفتوح الذي يستطيع استيعاب عدد كبير من المصلين، ويمتلك مبنى المسجد مدخلين عريضين يسمحان بانسياب المصلين من دون ازدحام.
ينتمي التصميم المعماري للمسجد إلى نمط يمزج بمقادير مدروسة بين الأصالة والمعاصرة، وتجنح جمالياته نحو البساطة الجاذبة للأنظار والمثيرة للإعجاب من غير مبالغة أو تعقيد، ويبدو هذا الأمر واضحا في الخارج والداخل؛ فهو يمتلك منارة واحدة من ٣ شرفات، ويتزين بقبة متوسطة الحجم تقوم على عدد من الأعمدة الرخامية الأنيقة، ويمتلك ديكورا بسيطا ونقوشا خفيفة وعددا من الثريات الصغيرة، مع إضاءة ذهبية ساحرة!
يتكون المسجد من طابقين فسيحين، يزدان الدور الأرضي بالقاعة الرئيسية التي يصلي فيه الرجال، أما الدور الذي فوقه فيتضمن مصلى النساء والمكتبة العامة التي تحتضن الآلاف من المصادر والمراجع العلمية النافعة، ويتم الصعود إلى هذا الدور عبر مصعد كهربائي من الفناء مباشرة بحيث لا تضطر النساء لمزاحمة الرجال!
ومن المؤكد أن مسجدا بهذه المواصفات وفي مثل هذه المدينة العصرية الراقية، يمتلك بنية تحتية متكاملة، من مكاتب إدارية ومساكن للموظفين ومواضئ راقية ودورات مياه نظيفة، وفي الفناء الخارجي توجد مواقف للسيارات تستطيع استيعاب ١٢٥ سيارة.