#مسجد (خليل الرحمن) في مدينة شانلي أورفا بجنوب الجمهورية التركية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع مسجد خليل الرحمن على ضفة ما تسمى ببحيرة الأسماك، وبالذات في المكان الذي يقال إنه شهد مولد الخليل إبراهيم عليه السلام، ولذلك فإن هذه البحيرة لها اسم آخر وهو بحيرة الخليل إبراهيم، وتفيد بعض المرويات التأريخية بأن هذه البحيرة هي "المكان الذي أُلقي فيه النبي إبراهيم عليه السلام بأمر من الملك نمرود في ذلك الحين لحرقه، قبل أن يأتي الأمر الإلهي لتتحول النيران إلى مياه، ويتحول الحطب إلى أسماك"!
ومهما يكن الأمر فإن هذا المسجد يعتبر من أقدم المساجد في مدينة شانلي أورفا التي كان العرب يسمونها قديما مدينة الرّها؛ حيث يعود بناؤه إلى العام ١٣٠٠م، ويروى بأن تشييد المسجد قد جرى على يد شقيق صلاح الدين الأيوبي الذي ينتمي من الناحية العرقية إلى القومية الكردية.
يمتلك المسجد تصميما متميزا، حيث يتمدد مبناه على مساحة لا بأس بها من ضفة البحيرة التي تبدو كأنها نهر، ويمتد سور المسجد والمدرسة التابعة له على طول البحيرة التي تزدحم بالأسماك، من خلال بناء أنيق على شكل أبواب مقوسة وذات نقوش جميلة!
يزدان المسجد بمئذنتين قلميتين بالغتي الجمال، وتعتلي سقف المبنى ٦ قباب جميلة وكأنها تذكرنا بأركان الإيمان الستة، ذلك الإيمان الذي دفع خليل الرحمن للصمود أمام النار العظيمة التي أججتها دولة مترامية الأطراف ضد فرد أعزل لم يفعل شيئا سوى أنه دعا من أراد لعبادة الله وحده، لكن مالك الأسباب قال للنار: {كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فصارت بردا وسلاما!
ويعد هذا المسجد بما يمتلك من خلفية تأريخية مهمة وموقع جغرافي متميز، وما يزدان به من جماليات متعددة في داخل المبنى وخارجه، يعد من أهم المزارات الدينية في تركيا، حيث تقصده أعداد كبيرة من السواح والزوار كل عام!
