#مسجد (ديزبري) في مدينة مانشستر في مملكة بريطانيا.
أ.د.فؤاد البنا
يضم هذا المبنى الأحمر الكبير مقر مسجد ديزبري ومقر المركز الإسلامي التابع له، والمبنى موجود وسط مدينة مانشستر، وبالتحديد في غرب حي ديزبري الذي سمي المسجد باسمه!
وكان مبنى المسجد في الأصل كنيسة ميثودية وهي طائفة بروتستانتينية، تم افتتاحها للعبادة سنة ١٨٨٣م، وبسبب الطغيان المتزايد للمادية في الغرب تم عرض المبنى للبيع فاشتراه المسلمون وحولوه إلى مسجد جامع سنة ١٩٦٧م، حيث يغص المسجد يوم الجمعة بالمصلين الذين ينحدرون من مختلف الأعراق والجنسيات ولا سيما العرب والباكستانيين والهنود والأتراك، ويتولى المسجد تجسيد الوحدة الحقيقية للأمة المسلمة، مع وجود من يجتر الخلافات الناشبة في أوساط المجتمعات الإسلامية في بلدانها الأصلية!
يعد هذا المسجد من أكبر المساجد والمراكز الإسلامية في عموم بريطانيا، حيث يمتلك مبنيين كبيرين، يتضمن المبنى الأول القاعة الرئيسية لصلاة الرجال، والمكتبة العامة، ويتضمن المبنى الثاني قاعة صلاة للنساء، وقاعة محاضرات واجتماعات، وفصولا دراسية. ويستطيع مصليا الرجال والنساء استيعاب ما يصل إلى ٣٠٠٠ مصل.
المسجد مفتوح لجميع المسلمين وغير المسلمين، مما يسمح للناس من جميع الأديان والثقافات بالالتقاء والتعلم، وإجراء مناقشات وحوارات مفتوحة للبالغين والأطفال.
وبجانب هذه الخدمات الهادفة إلى صناعة الوعي، فإن المسجد يقدم لرواده خدمات تجهيز الجنائز وعقود الزواج وخدمات الإرشاد الضرورية ذات الصلة بالحياة في مجتمع غربي.
ويقوم المسجد بالتعريف بالإسلام والدعوة إليه، واستضافة من يرغب بذلك من غير المسلمين، وذلك من خلال العديد من الأنشطة التي تُبرز القيم الحضارية للإسلام وتجيب عن الشبه التي تطرح دوما عنه، ويستقبل المسجد والمركز ما يصل إلى ٣٠٠٠ شخص كمتوسط كل أسبوع!
ولا شك بأن المسجد جميل بمعماره الأصلي يوم كان كنيسة، سواء من ناحية التصميم الهرمي والهيكل المرتفع أو اللون والزخارف الموجودة هنا وهناك، وقد صار أجمل بعد التعديلات التي أجراها عليه المسلمون حتى بانت هويته الإسلامية، وأهمها المئذنة في الخارج والمحراب والمنبر في الداخل!
