مسجد (عمر أوبورن) في بلدة أوبورن التابعة لمدينة سيدني بأستراليا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع في أوبورن وهي مدينة صغيرة تستوطن إحدى ضواحي مدينة سيدني كبرى المدن الأسترالية، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى عمر بن الخطاب وإلى هذه المدينة؛ نظرا لوجود أكثر من مسجد باسم عمر بن الخطاب في أستراليا.
قامت الجاليات المسلمة ببنائه بجهودها الذاتية؛ حتى يصبح ملتقى لأجسامهم ومثوى لأرواحهم وقلوبهم، وأداة لجمع شتاتهم وصناعة وعيهم الجمعي، وقد تم افتتاحه في عام ١٩٩٩م.
يعد من أكبر مساجد أستراليا إن لم يكن أكبرها؛ فهو يتكون من ٦ طوابق، ٣ طوابق فوق الأرض و٣ طوابق تحت الأرض أعدت كمواقف للسيارات وتتسع لعدد كبير منها نظرا لاتساع مساحة المسجد!
تتضمن الطوابق الثلاثة المخصصة للناس مصليات للرجال والنساء وتستوعب حوالي ٥٠٠٠ مصل، وتتوافر فيه قاعات متعددة الأغراض وفصول دراسية، ومكتبة للقراءة العامة، ومكاتب إدارية ودورات مياه، ومساكن للقائمين عليه. ويقدم المسجد عددا من الخدمات المتصلة بالأحوال الشخصية وفقا لتعاليم الإسلام، وهي عقود الزواج والطلاق وتجهيز الجنائز وتشييعها إلى مقبرة خاصة بالمسلمين.
يمتلك المسجد عددا من مقومات الجمال في الداخل والخارج، لكن عدم وجود مئذنة جعله يبدو منقوص الجمال!
وفي تتبعي للتفاصيل الداخلية للمسجد توجد في قلب سقفه دائرة عريضة كأنها قبة، وتحملها سبعة أعمدة اسطوانية إحداها في قلب الدائرة، وكأنها كانت قبة في التصميم ولكن تم إلغاؤها لسبب غير معلوم، ومن المحتمل أن يكون السبب هو اعتراض البلدية عليها؛ حيث يتحسس اليمين المتطرف في الغرب عموما من القباب والمآذن!
وعلى كل حال فإن المسجد يقوم بوظائف متعددة في حياة الجالية المسلمة التي تنتمي إلى عشرات البلدان، وتتمحور أنشطة الصالحين من أبناء الجالية حول هذا المسجد، وفيه تتم صياغة الاتجاهات والمواقف الجمعية للمسلمين في هذا البلد البروتستانتي!
