#مسجد (إبراهيم الإبراهيم) في جبل طارق التابع للمملكة المتحدة.
أ.د.فؤاد البنا
سمي بهذا الاسم نسبة للرجل الذي قام ببنائه على نفقته الخاصة وهو رجل أعمال سعودي قام ببناء عدد من المساجد حول العالم. ويعرف أيضاً باسم مسجد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، أو جامع خادم الحرمين الشريفين.
يقع المسجد في الناحية الجنوبية من جبل طارق الذي يعد مستعمرة بريطانية داخل الأراضي الإسبانية، مثلما أن مدينتي سبتة ومليلة مستعمرة إسبانية داخل الأراضي المغربية، ويطل المسجد على مضيق جبل طارق مباشرة.
هذا المسجد هو الوحيد في هذا الإقليم الذي يحتضن أقلية مسلمة تبلغ نسبتها ٥% من السكان حسب الإحصاءات الرسمية، وقد استغرقت عملية تشييده عامين كاملين حتى صار بهذه الصورة المرموقة، وبلغت تكاليف البناء حوالي ٥ ملايين جنيه استرليني، وقد افتتحه الملك سلمان بن عبد العزيز عام ١٩٩٧م حينما كان أميرا للرياض.
وتظهر الصور أن هذا المسجد كبير رغم أن المسلمين ليسوا كثيرين هنا، لكنه في الحقيقة ليس مصلى صرفاً وإنما هو مجمع يتضمن عددا من المؤسسات، وأهمها: مدرسة قرآنية، مكتبة عامة، قاعة محاضرات، بجانب المكاتب الإدارية ودورات المياه ومواقف السيارات.
يتكون المسجد من دورين واسعين بتصميم أنيق تم الاتكاء فيه على التراث الإسلامي والمعمار المعاصر، ويتميز بمنارته الشاهقة في أعالي السماء والتي يمكن رؤيتها من أماكن بعيدة، ومما يزيده جمالا هيكله المرتفع بواجهته الجذابة ولونه الأبيض، وكذا قبته الأنيقة بخطوطها الهندسية المتميزة.
ويمتلك المسجد بنية تحتية متكاملة وفناء واسعا يتضمن مواقف كثيرة للسيارات، ويمكن للمرء أن يتأمل من مكانه زرقة البحر، وأن يتخيل القائد العظيم طارق بن زياد وهو يعبر بجيشه الممتلئ إرادة وحماسة وإخلاصا ليذهب فاتحا إلى البلاد التي سيتغير مجرى تأريخها تماما وتصبح جزءا من العالم الإسلامي ومصدرا أساسيا للإشعاع الحضاري طيلة ٨ قرون!
