#مسجد (نجاريم) في مدينة ديوربل بجمهورية السنغال.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في مدينة ديوربل الواقعة في وسط السنغال بغرب قارة إفريقيا. وقد بناه الشيخ أحمد بامبا مؤسس الطريقة المريدية في السنغال والذي نفاه الفرنسيون إلى موريتانيا لمدة ٥ سنوات، وبعد عودته من المنفى أقام في هذه المدينة بما يشبه الإقامة الجبرية طيلة ١٥ عاما (من ١٩١٢ - ١٩٢٧م)، لكنه لم يتوقف عن العمل بل ظل يربي ويبني، وكان مما بناه هذا المسجد الذي أسسه سنة ١٩١٣م وظل يصلي فيه إلى أن وافاه الأجل، وكان قبل موته بعامين قد وضع حجر الأساس للمسجد الأكبر في السنغال وغرب إفريقيا وهو مسجد طوبى لكنه مات دون أن يرى ذلك الحلم وقد تحقق!
ومن المؤكد أن هذا المسجد لم يبق على حاله، فقد مر بأطوار بعد أكثر من ١٠٠ سنة على بنائه، وصار بكل هذا البهاء والألق؛ فمن الواضح للعيان أنه آية جمالية مبهرة وتحفة هندسية متميزة، بكل ما فيه من مقومات الجمال، وندعو الله أن يكون كل من فيه من الأتقياء الأنقياء بعيدا عن الخرافات التي جعلت بعض أتباع الطريقة المريدية يزعمون بأن في هذا المسجد غرفة نزل فيها النبي صلى الله عليه وسلم أثناء زيارته لشيخهم وأنه ظل ضيفا عنده لمدة ١٥ يوما!!
يمتلك المسجد قواما مهيبا فهو ذو هيكل مرتفع وعريض، وخاصة الواجهة الضخمة التي تبرز في ركنيها مئذنتان فخمتان بارتفاعهما الكبير وأناقتهما الجذابة، والبوابة المرتفعة التي تحيط بها مئذنتان متوسطتان!
ويزداد تميز المسجد بارتفاع السقف بشكل متدرج، بحيث يبدو شبيها بالهرم، إذ يوجد ارتفاع فوق السقف تعلوه عدد من القباب المختلفة الأحجام والأشكال والتي تتوزع بصورة ذكية تنم عن معرفة عميقة بالفنون الهندسية والذائقة الجمالية، وفي الذروة تتبوأ قبة كبيرة، وكل القباب مطلية بلون لازوردي ساحر!
وفي الجهة الثانية من سطح المسجد يوجد في الركنين المقابلين للمنارتين برجان جذابان، ويبلغ كل برج منهما حجم غرفة كبيرة، وكل غرفة لها عدد من النوافذ الرأسية الأنيقة وتعلوها قبة تقوم مقام السقف!
ومثل سائر مساجد الطريقة المريدية الفخمة في السنغال، فإن المسجد مثوى للمريدين ومأوى للضيوف، وهو مركز للتعلم والتشبع بالأذكار والأوراد!
