مسجد تونغشين الكبير في مدينة نينغشيا في جمهورية الصين الشعبية ٢

مسجد تونغشين الكبير في مدينة نينغشيا في جمهورية الصين الشعبية ٢



مسجد (تونغشين الكبير) في مدينة نينغشيا بجمهورية الصين.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد في مدينة نينغشيا التابعة لمقاطعة تونغشين الواقعة في شمال غرب الصين، وتستوطنها أغلبية من قومية الهوي التي ينتمي عدد كبير من أبنائها إلى الإسلام، وبسبب ذلك فإنها تتمتع بالحكم الذاتي محدود الصلاحيات.

ويعد المسجد من أقدم المساجد في عموم الصين؛ إذ يعود تأريخ بنائه إلى القرن الرابع عشر الميلادي، فقد بني في عهد أسرة مينغ، وخضع لإعادة تجديد مرتين، الأولى في عام ١٧٩١م والثانية في عام ١٩٠٧م، ويبدو من الصور أنه جدد في وقت قريب.

ويعتبر هذا المسجد أكثر المساجد شهرة في المنطقة الجنوبية الجبلية في نينغشيا، بسبب قيمته التأريخية وجمالياته الذاتية، وبسبب الدور التوعوي الكبير الذي يضطلع به، إذ يتمتع بإدارة نشطة لا تكف عن استقطاب الكثير من علماء الشريعة المشهورين من أجل إلقاء الدروس والمحاضرات!

تم تصميم المسجد وفق النمط الصيني المتميز تماما عن غيره من أنماط العمارة الشهيرة في العالم، مع إدخال بعض التفاصيل السائدة في المعمار العربي الإسلامي داخل تصميم هذا المسجد.

يصادفك جمال المسجد من أول وهلة؛ إذ يتم الولوج إلى فنائه الواسع من خلال بوابة ضخمة هي بحد ذاتها تحفة جمالية؛ إذ تقوم على ٦ أعمدة اسطوانية وقد كتب عليها اسم المسجد باللغتين العربية والصينية، وكتبت في جانبي منصة البوابة عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله باللغة العربية، وجميع العبارات مكتوبة بلون ذهبي!

وتؤكد مصادر عدة بأن جميع المباني الموجودة داخل الفناء بنيت على منصة عالية ارتفاعها سبعة أمتار.

ولأن المسجد يتكون من طابقين فإن الصعود إلى قاعة الصلاة الرئيسية يتم عن طريق القوس الداخلي أو الممر الخلفي، وتتكون هذه القاعة من قاعتين متصلتين، تتسعان لأكثر من ١٠٠٠ مصل في وقت واحد.

وبجانب القاعة الرئيسية للصلاة توجد عدد من القاعات في شمال المسجد وجنوبه، والتي تستخدم في تفعيل الوظائف التعليمية والاجتماعية للمسجد!

وبجانب قاعة الصلاة ترتفع مئذنة واحدة من ثلاثة طوابق، وقد صممت وفق النمط الصيني الجميل وتبدو أقرب إلى البرج في بعض الكنائس، وتنفتح من كل طابق منها ٤ نوافذ عريضة تتوزع على الجهات الأربع!

يتسم المسجد بثراء النقوش والزخارف الفنية المبهرة من غير إسراف، سواء في جدرانه الداخلية أو الخارجية، وبذلك فإنه تحفة فنية رائعة يجسد قدرة المسلمين على اقتباس كل ما هو ممتع من الفنون والتصاميم الهندسية كما يفعلون في اقتباس كل ما هو نافع من العلوم والخبرات!

x