مسجد (جامعة ماليزيا صباح) في مدينة كوتا كينابالو بمملكة ماليزيا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد داخل مجمع جامعة ماليزيا صباح والواقع وسط غابات من الأشجار في ضاحية من ضواحي مدينة كوتا كينا بالو عاصمة ولاية صباح المزدانة بثلة من أروع المساجد الماليزية، ويعرف أيضًا في الأوساط الماليزية باسم مسجد UMS، ويطلق عليه البعض المسجد الوردي في صباح تمييزا له عن المسجد الوردي في مدينة بوتراجايا المتصلة بالعاصمة كوالالمبور، وهو واحد من أجمل ثلاثة مساجد كبيرة في هذه المدينة المزروعة وسط الطبيعة الاستوائية الخلابة!
يتربع هذا المسجد على قمة تل ساحر بأشجاره المزدحمة نظرا لخصوبة التربة وغزارة الأمطار، ولا غرابة في ذلك فإن ماليزيا كلها تقع ضمن المنطقة الاستوائية من الكرة الأرضية، ويجاور المسجد مجمع بورنيو للشحن.
يمتلك هذا المسجد تصميما هندسيا بالغ الروعة والأناقة؛ حيث يتم الولوج إليه عبر بوابة تسيل مهابتها على رؤوس الداخلين من خلالها إلى رحاب هذا المسجد الباذخ الجمال، ويتميز بهيكل وردي عريض ومرتفع في آن واحد؛ إذ يتكون من بضعة طوابق، وتعلوه قبة يتراوح شكلها بين الكروي والبصلي، ويصطف في أعلى قاعدتها عدد كبير من النوافذ التي تصل أبهاء المسجد بالهواء الطبيعي والضوء النهاري، وتحيط بها ٤ قباب صغيرة في الأركان الأربعة للمسجد، وعلى يسار واجهة المسجد ترتفع مئذنة جميلة ذات شرفتين أنيقتين ونوافذ رأسية مرتفعة، ولضخامتها فقد بنيت بشكل منفصل عن الهيكل الرئيسي للمسجد. ويبدو أن النمط المعماري المعتمد في تشييد هذا المبنى قد مزج بمقادير دقيقة بين الأصالة والمعاصرة، ولم يتكىء على نمط معماري واحد في التراث الإسلامي؛ ولهذا فقد بدا بكل هذه القدرة على سحر الأعين وإدهاش القلوب!
وقد شكا عدد من ذوي العلاقة بأن المسجد رغم جماله الأخاذ إلا أنه لم يحظَ بالإقبال الذي يستحقه من قبل الزوار والسواح ولا سيما العرب، والحقيقة أنه لا توجد معلومات عنه حسب علمي حتى باللغتين الإنجليزية والماليزية، فقد قلبت عشرات الصور وترجمت ما كتب بجانبها فلم أجد المعلومات الكافية عنه، بما في ذلك سنة البناء والافتتاح وحجم المسجد وسعته وأقسامه وجمالياته الداخلية والوظائف التي يقوم بها وسط طلاب الجامعة!
