مسجد (الجمعة الكبير) في مدينة سيغو بجمهورية مالي.
أ.د.فؤاد البنا
هذا المسجد هو الأكبر بين مساجد مدينة سيغو، ويقع في شرق هذه المدينة التي تستوطن جنوب هذه البلاد المسلمة والتي تزيد نسبة المسلمين فيها عن ٩٢%.
قامت بتمويل بنائه منظمة الدعوة الإسلامية في ليبيا بعد طلب تقدم به رئيس مالي إلى رئيس ليبيا السابق معمر القذافي، وبلغت تكاليف البناء ١.٦ مليار فرنك إفريقي.
ونتيجة حماس رئيس جمهورية مالي أمادو توماني توري لبناء هذا المسجد فقد قام بنفسه بوضع حجر الأساس والإذن بانطلاق أعمال البناء في ٢ فبراير ٢٠٠٧م، وتابع التشييد ليتم الافتتاح الرسمي من قبله ومن قبل أمين عام منظمة الدعوة الإسلامية الليبية في ٢٤ يوليو عام ٢٠٠٩م.
تم تشييد المبنى على مساحة تبلغ ٢٣٠٠م٢، ويتكون من طابقين واسعين، يتضمنان قاعتين لصلاة الرجال والنساء تتسعان لحوالي ٤٠٠٠ مصل، وقاعة متعددة الأغراض، ومدرسة، ومكتبة، ومشغلا للخياطة، ومعملا للكمبيوتر، ومتاجر يتم تأجيرها لصالح المسجد. ويوجد بجانب المبنى الرئيسي منزل خاص بإمام المسجد وغرفة خاصة بالمولد الكهربائي التابع للمسجد.
ولما كان الشعب المالي معروفا بمحافظته على تعاليم الإسلام رغم الجهل المخيم على كثير من المسلمين؛ فإن المسجد يحتل مكانة مهمة في وجدان المسلمين، ويحاول القائمون على المسجد استثمار هذا الوضع للقيام بدور مقدر في مجال تجفيف منابع الجهل والتخلف والقيام بدور إيجابي في تمتين صروح المجتمع وتقوية أواصره.
يتميز المسجد بهيكله الذهبي الجميل الذي يقوم على أعمدة اسطوانية مزدوجة تعلوها أقواس رائعة، ويزدان السقف بعدد من القباب الكبيرة والمتوسطة التي تزين المسجد، وعند الواجهة تشمخ مئذنة ضخمة ذات شكل تربيعي وشرفة واحدة، وتحيط بالمسجد ساحة واسعة تتيح مجالا للتوسع المستقبلي إن وجدت حاجة لذلك.