#(المسجد الكبير) في مدينة سانت إيتيان بالجمهورية الفرنسية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في مدينة سانت إيتيان التي تتوسط فرنسا، وتضم جالية مسلمة يزيد عددها عن ٥٠ ألف مسلم، وسمي بالمسجد الكبير لأنه الأكبر في هذه المدينة، ويسمى أيضا بمسجد محمد السادس وهو الملك للمغرب؛ ذلك أن بناء المسجد جرى على حساب الحكومة المغربية وقام وزير الشؤون الإسلامية في المغرب بافتتاحه في ظل حضور رسمي وشعبي كبير.
جرى البدء بأعمال تشييد هذا المسجد في عام ٢٠٠٤م وتم الانتهاء من الأعمال والافتتاح في منتصف ٢٠١٢م.
تم تشييد مبنى هذا المسجد على مساحة ١٤٠٠م٢، وتصل طاقته الاستيعابية إلى قرابة ٢٥٠٠ من المصلين٬ بجانب الصرح الداخلي الذي يتسع لعدد إضافي عند الحاجة لذلك. وبجانب القاعة الرئيسية للصلاة فإن المسجد يتكون من مدرسة لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم وخزانة ومتحف، بجانب المكاتب الإدارية والمرافق الخاصة بالوضوء والتنظيف.
ومن الواضح تماما أن المسجد قد جرى تشييده وزخرفته وفق الطراز المعماري المغربي المشهور بغناه الجمالي الأخّاذ، حيث نجح الحرفيون المغاربة في المزج بمهارة بالغة بين مختلف المكونات الداخلية للعمارة المغربية، وهي خشب الأرز والجبس والزليج والأحجار المنحوتة والنحاس، لتشكيل هذه التحفة المعمارية التي لفتت الأنظار وجذبت الاهتمام في هذه المدينة الكاثوليكية التي تمور بمختلف الأديان والمذاهب والفنون والاهتمامات!
يشمخ هذا المسجد بمئذنة أندلسية ذات شرفة رائعة ومتسعة، ويمكن الإطلال من خلالها على أنحاء واسعة من المدينة، وتم تزيينها بزخارف مغربية مبهرة٬ أما الأبهاء الداخلية فتتزين بالأعمدة المنحوتة والجدران المزينة بالزليج المغربي وكذا السقف المزخرف على الطريقة العربية الأندلسية، وبلا شك فإن المسجد تحفة معمارية مذهلة وأنه إعلان رائع للفن المغربي الذي يعد واحدا من الأنماط الكثيرة التي يزخر بها الفن الإسلامي الأكثر غنى بالجمال والأشد قدرة على الإبهار وصناعة الدهشة!
يسهم هذا المسجد في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال، ويعطي اهتماما خاصا لتعزيز أسس التعايش والتلاقح الحضاري، ويقيم مناشط متعددة في هذا المضمار، وكان وزير الشؤون الإسلامية المغربي قد أكد في حفل افتتاح المسجد على أن المسجد يبشر بوسطية الإسلام في إطار احترام قيم البلد المضيف!
