#مسجد (كتارا) في مدينة الدوحة عاصمة دولة قطر.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في قرية كتارا الثقافية السياحية والواقعة في شمال شرق مدينة الدوحة، وكتارا هو الاسم القديم لقطر، وقد بنيت هذه القرية الرائعة على قطعة أرض جرى استصلاحها وتخطيطها وعمارتها بعناية بالغة، وتم افتتاحها في أكتوبر ٢٠١٠م، وتقع بين لؤلؤة قطر ومنطقة أبراج الدفينة التي تُعتبر الواجهة السياحية والاقتصادية لدولة قطر!
ولأن كتارا قرية ثقافية في الأساس؛ فإنها تشتمل على مدرج مفتوح على الطراز الروماني، ودار أوبرا، وسينما متعددة الأغراض، وقاعة للمؤتمرات ذات الوظائف المتعددة، وسوق تراثي لبيع التحف والمصنوعات اليدوية، ومتحف لعرض التراث البحري للبلاد، ويقع المسجد في قلب هذه المؤسسات الثقافية وكأن القائمين على القرية أرادوا إيصال رسالة مفادها أن المسجد هو محور الثقافة الإسلامية بمعناها العريض، فالمسجد يساعد على تنظيم العلاقة بين الناس واستمداد الطاقة الروحية التي تساعدهم على القيام بهذه المهمة على أفضل وجه!
يعتبر مسجد كتارا أكثر المساجد القطرية جمالا، فقد تم تصميمه من قبل مهندسة تركية مشهورة عالميا في مجال تصميم المساجد، وهي زينب فاضل أوغلو والتي جلبت عددا من الخبراء الذين جاؤوا من قصر دولمة بهجة في اسطنبول فتولوا إنجاز ديكوراته بصورة مبهرة!
ومما يتميز به المسجد أناقة جداره الخارجي الذي جرى تطعيمه بالفسيفساء الفيروزية والبنفسجية، وجمال تصميمه الداخلي الذي أظهر أروقته ومرافقه في أبهى حلة! ويزدان بعدد وافر من الأعمال الفنية التي تتوزع بين الخطوط والزخارف والنقوش والفسيفساء، وجرى إنجازها عبر أمهر الأيدي!
وهناك قرائن عديدة تدل على أن المئذنة والقبة والمحراب، قد جرى اقتباسها من مساجد إسلامية عديدة اشتهرت بها حواضر عدد من البلدان الإسلامية، وكذا بعض التفاصيل في الهيكل الداخلي والتجهيز الخارجي!
ووصلت هذه التحفة المعمارية إلى الذروة في الأصالة واستدعاء التأريخ الإسلامي المجيد، من خلال تشييد الهياكل التقليدية لأبراج الحمام في فناء المسجد، والتي يبلغ ارتفاعها ١٥م ويصل عرضها إلى ٤.٢٥م، وجرى تصنيعها من الصلصال والقرميد، وتتخللها الثقوب بصورة اجتذبت الزوار والمصورين!
