#مسجد (الخليفة) في مدينة زاخو بالجمهورية العراقية.
أ.د.فؤاد البنا
ينتصب هذا المسجد الجميل في حي زاكروس بمدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك الكردية في شمال الجمهورية العراقية، حيث تقع زاخو بالقرب من الحدود مع تركيا، وتمتلك نصيبا من الجمال الوافر إذ يمر عبرها نهر الخابور، وسكانها هم خليط من أغلبية مسلمة تنتمي إلى المذهب الشافعي وأقليتين مسيحية ويزيدية.
ورغم أن هذه المدينة الكردية عامرة بالكثير من المساجد، فإن هذا المبنى هو أول مسجد يبنى على الطراز العثماني، وقد تم افتتاحه في أول يوم من رمضان سنة ١٤٣٥هجرية الموافق ٢٩ يونيو سنة ٢٠١٤م، كما هو مكتوب في اللوحة المثبتة عند بوابته الرئيسية، وجرى تشييده على نفقة إحدى العوائل الخيّرة في المدينة!
وقد بني هذا المسجد في منطقة مكتظة بالسكان، وتم تشييده ليستوعب عددا كبيرا من الناس؛ ولهذا فإنه مسجد كبير إذ يتكون من ٦ طوابق كما توضح الصور، ويستطيع استيعاب أكثر من ثلاثة آلاف مصل من الرجال والنساء.
ومن الواضح أن المسجد آية جمالية وتحفة معمارية بالغة الروعة؛ بمئذنتيه القلميتين السامقتين في أعالي هذه المدينة والمطليتين بلون فضي جذاب، وبالتشكيل الهرمي للقباب العالية، حيث يزدان السقف بعدد من القباب وأنصاف القباب التي تضافرت مع بعضها في حمل القبة الكبيرة التي تمثل مركز المسجد وذروته، ولتشكل لوحة جمالية نادرة الوجود!
وحينما يدلف المرء إلى داخل المسجد تصيبه الدهشة من وجود كل هذا الجمال الزخرفي في هذا المسجد الثاوي في مدينة ثانوية من مدن كردستان العراق؛ حيث تزخر الجدران والسقوف والأعمدة بنقوش وزخارف بالغة الإتقان والروعة!
وقد اختير النمط العثماني الحديث لكي يتم تصميم المسجد وفق خصائصه، بل وتم تكليف مقاول تركي للقيام بتشييده وفق الخبرات التركية المتراكمة، ومن أجل إتقان هذا العمل تم جلب جميع الذين عمِلوا في بنائه من تركيا!
ومن المؤكد أن هذا المبنى الكبير ليس مجرد مصلى فقط، لكنه مؤسسة تعليمية واجتماعية متعددة الأغراض، حيث يسعى القائمون عليه لإشاعة الوعي الصحيح والترقي بعقول جيرانه وتمتين العلائق الاجتماعية بينهم، وبجانب الفصول الدراسية والمكاتب الإدارية، فإنه يمتلك قاعة كبيرة للعزاء، ويبدو أنها القاعة المجاورة للمئذنة والتي تتزين بقبة فضية تشبه القبة التي تعتلي قمة المسجد!
