#(المسجد الكبير) في مدينة فريتاون عاصمة جمهورية سيراليون.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في وسط مدينة فريتاون عاصمة جمهورية سيراليون وميناؤها الرئيسي؛ حيث تطل على سواحل المحيط الأطلسي. وللأسف الشديد لم نجد معلومات كافية عن هذا المسجد مثل كثير من مساجد إفريقيا، وما نعلمه أنه أكبر مسجد من بين عشرات المساجد التي تتزين بها العاصمة فريتاون، ويتسع لعدد كبير من المصلين كما يظهر من هيكله الكبير!
وبعد أمد من زعامته المتفردة لمساجد العاصمة ظهر منافس له، وهو المسجد الذي قامت جمعية الدعوة الإسلامية في ليبيا ببنائه وسمته باسم القذافي، لكن اسمه أصبح أخيرا المسجد المركزي في فريتاون.
وكما تكشف الصور بجلاء فإن المسجد مبني وفق الطابع المعماري الغالب في بلدان غرب إفريقيا، حيث تزدان أكثر المساجد الكبيرة بأربع منارات هي أقرب إلى الأبراج؛ حيث تجمع بين الحجم العريض والارتفاع الباسق، وتتوزع على الأركان الأربعة، وقد تكون هناك منارة خامسة منفصلة عن المبنى وهي الأكبر، وتتمتع هذه المنارات بتصميم جذاب ولا سيما ما يتعلق بتعدد الشرفات وسعتها الكبيرة ونقوشها الجذابة، مما يمنح المساجد هيبة وفخامة غير عاديتين!
وللأسف فإن سيراليون التي تتمتع بأغلبية مسلمة تصل إلى ٨٠% من السكان، هي نموذج صارخ للغثائية التي يعاني منها المسلمون عامة والسنة خاصة في العالم قاطبة، فمقاليد الأمور بيد الأقليات الدينية والطائفية بينما تنقاد الأكثرية خلفها بكل سهولة، ويكفي أن نعرف أن الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة سيراليون منذ الاستقلال سنة ١٩٦١م، هم مسيحيون باستثناء رئيس واحد وبعض نواب الرئيس أو رؤساء الحكومات، رغم أن المسيحيين أقل من ٢٠% من السكان.
وهذا لا يعني أن الوضع بالغ القتامة، فرغم الحضور القوي للمسيحيين وللقاديانيين والشيعة الاثني عشرية فإن المسلمين السنة يمتلكون مئات المساجد رغم أن أغلبها متواضعة، وتعمل في أوساطهم عشرات المؤسسات والجمعيات الدعوية مع أنها مختلفة ولا توجد رابطة جامعة لها لا فكريا ولا تنظيميا.
وبفضل دعم الجمعيات الخيرية العربية فقد بدأ مسلمو هذا البلد بامتلاك بعض الوسائل الدعوية المتطورة مثل الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات، وأشهرها هي إذاعة القرآن الكريم التي تأسست سنة ١٤٠٩هجرية بدعم من لجنة مسلمي إفريقيا في الكويت، وتبث باللغات الفرنسية والإنجليزية وبعض اللغات المحلية وأهمها التمني والمادنجو.