#مسجد (الغازي حسن) في جزيرة كوس بجمهورية اليونان.
أ.د.فؤاد البنا
تم بناء هذا المسجد الجذاب في عام ١٧٨٦م في جزيرة كوس التي تقع في بحر إيجه وتوجد فيها أقلية مسلمة من أصول تركية، وقام ببنائه أميرال الأسطول العثماني حسن باشا فسمي باسمه، ويطلق عليه البعض مسجد اللوتس.
وقد بني في الجهة المقابلة مباشرة من الشجرة التي يسمونها شجرة أبقراط ذلك الطبيب اليوناني الشهير. وقيل بأن البناء تم في موقع كنيسة بيزنطية سابقة٬ وإن المواد التي استخدمت في بنائه أخذت من البلدة القديمة، وتريد مثل هذه المرويات تعزيز الأكاذيب الغربية حول أن الجهاد يقوم بإكراه الناس على اعتناق الإسلام وأن الإسلام يرفض التعايش مع الأديان الأخرى!
يتكون المسجد من دورين، يتضمن الدور الأول القاعة الرئيسية للصلاة والخاصة بالرجال، ويتضمن الدور الثاني مصلى النساء وبعض الغرف والمكاتب التي تساعد المسجد على القيام بدور ثقافي واجتماعي في حياة المسلمين في هذه الجزيرة، ومن الأنشطة التي ما زال المسجد يحرص على القيام بها إقامة إفطار جماعي في ليالي رمضان وحفلات الأعياد الدينية، بجانب إقامة الصلوات الخمس وصلاة الجمعة.
يبدو جمال المسجد بارزا من خلال المئذنة القلمية العالية ذات الشرفة الواحدة، ومن القبة الكبيرة التي تزين سقف المسجد بقاعدتها الثمانية البيضاء ولونها الأحمر، ومن الموضأة الأنيقة القائمة في ساحة المسجد، بقبتها الحمراء وأعمدتها الاسطوانية الرشيقة والتي تعلوها أقواس جميلة جعلت الموضأة تحفة فنية بحق، ومن النوافذ المقوسة التي تصطف في الجهات الأربع للمسجد ويبلغ عددها ٦١ نافذة!
مما يجدر ذكره أن اليونان رغم مجاورتها لتركيا فإنها من أشد البلدان الغربية عداء للمسلمين ومحاربة للمساجد، حيث ترفض في كثير من الأحيان السماح للمسلمين بصيانة ما هو موجود منها فضلا عن بناء مساجد جديدة، رغم أنها ذات قيمة تاريخية عالية ويمكن أن تجتذب ملايين السواح المسلمين لو تمت العناية بها!
