مسجد (شريف خليل باشا) في مدينة شومن بجمهورية بلغاريا.
أ.د.فؤاد البنا
سمي بهذا الاسم نسبةً للشخص الذي قام ببنائه، ويشتهر محلياً باسم مسجد تومبول بسبب شكل قبته، وهو أكبر مساجد مدينة شومن وبلغاريا كلها بل ومن أكبر مساجد منطقة البلقان.
تأسس المسجد سنة ١٧٤٠م حينما كانت بلغاريا تابعة للدولة العثمانية، وتم افتتاحه سنة ١٧٤٤م، حيث استغرق بناؤه أكثر من ٤ سنوات، نتيجة ضخامة البناء ودقة تفاصيله الفنية!
ومن المؤكد أن المسجد بعد هذا العمر لم يبق على حاله، فقد واجهته تحديات الزمن وعبثت به بعض التدخلات السلبية من قبل البشر ولا سيما أيام الحكم الشيوعي ثم الحكم القومي المتطرف للبلغار والذي حمل راية العداء لكل ما هو إسلامي وتركي بما في ذلك الأسماء، حيث أجبر المسلمون على التسمي بأسماء بلغارية ومن لم يفعل جرى حرمانه من كافة الوثائق التي تثبت كونهم مواطنين بلغارا!
وقد تعرض المسجد لصيانات وترميمات متعددة، جرت آخرها سنة ٢٠١٠م حينما تمت صيانة الواجهة بصورة خاصة والمسجد بصورة عامة، بعد أن أدركت السلطات البلغارية أن هذه التحف المعمارية ذات القيمة التاريخية الثمينة التي خلّفها العثمانيون، تستطيع جلب ملايين السواح المسلمين سنويا على المدى المتوسط والبعيد!
وبجانب ذلك فإن المسجد تحفة فنية لا تجتذب المسلمين فقط بل تجتذب كثيرا من السواح غير المسلمين؛ حيث يمتلك تصميما عثمانيا يتضمن بعض اللمسات البلغارية، ويتميز بقبته الكروية الضخمة التي تشمل المصلى كله، ويبلغ ارتفاعها عن أرضية المسجد ٢٥م، بجانب عدد كبير من القباب الرصاصية التي تزين سطوح الغرف المخصصة كمدرسة لتعليم الطلاب أساسيات ثقافتهم الإسلامية وكسكن للدارسين في هذه المدرسة، ويتميز كذلك بمئذنته القلمية الرائعة ذات الشرفة التي يمكن الإطلال من خلالها على أرجاء المدينة وعلى التباب المقابلة للمسجد والمكتسية بالخضرة الخلابة وبالذات في موسم المطر!
أما الجانب الداخلي من المسجد فهو يزدان بلوحات جدارية مستوحاة من الحياة النباتية بجانب أشكال هندسية أنيقة، وهناك الكثير من النقوش والخطوط التي رسمت آيات قرآنية بلغة عربية بالغة الجمال!
يتكون هيكل المسجد من المبنى الرئيسي الذي يتضمن قاعة الصلاة، ومن مبنى ملحق على شكل مستطيل ويتكون من ١٢ غرفة، تمثل سكنا لطلاب المدرسة التي يتضمنها المسجد، ويحيط بها فناء غالبا ما يرتدي لباساً سندسيا بالغ الخضرة!
