مسجد (مركز الشيخ صالح الكامل) بضفاف البحيرة في مدينة تونس عاصمة الجمهورية التونسية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي بمدينة تونس يسمى ضفاف البحيرة والذي كان ضاحية مهملة في أطراف العاصمة وكانت البحيرة مجمعا للأوساخ والقاذورات، فقام رجل الأعمال السعودي صالح كامل بعد الاتفاق مع الحكومة التونسية باستصلاح المنطقة، ووضع لها بنية تحتية نموذجية لتصبح حيا راقيا في العاصمة التونسية تتسابق عليه الشركات والسفارات والفنادق ورجال المال والأعمال، وكان المسجد ومقر شركته (البحيرة) من أوائل المباني التي شيدت في هذه المنطقة. ومما يذكر بتقدير للشيخ صالح كامل أنه اشترط في عقده مع الحكومة التونسية أن لا تعطى في هذه المنطقة أية رخصة لبيع الخمر، وما زال الاتفاق ساريا.
وفي الحقيقة فإن مركز صالح كامل الذي تم بناؤه ما بين عامي ١٩٨٨ و١٩٩٠م هو مجمع متكامل يتمدد على مساحة إجمالية تبلغ ٥٥٣٢٦م٢، ويتكون من مسجد كبير تبلغ مساحة مبناه ٢٢٧٠م٢، ومستوصف يقوم بفحص المرضى ومعالجتهم مجانا، بمتوسط يفوق ٣٠٠ ألف حالة كل عام.
ويضم هذا المجمع روضة أطفال ومدرسة لتعليم القرآن وتحفيظه للصغار، ومكتبة إسلامية غنية بالمراجع النافعة، وقد أطلق عليها منذ عام ٢٠١٨م مكتبة الدكتور كمال عمران الذي كان أحد خطباء هذا المسجد حتى وفاته سنة ٢٠١٨م.
هذا بجانب أساسيات المساجد الكبيرة من قاعة للمحاضرات والمناسبات، ومكاتب إدارية، ودورات مياه ومواقف واسعة للسيارات.
ويتمتع المسجد بتصميم متميز جمع فيه مهندسه المعماري بين الأصالة والمعاصرة، حيث يمتلك واجهة غنية بالجمال غير المعقد ويتزين سقف المسجد بعدد من القباب المختلفة الأحجام والارتفاع والتي تمتلك أشكالا ذات جاذبية كبيرة، وعلى مقربة من أحد أركان المسجد ترتفع مئذنة ذات رأس قلمي على النمط التركي لكن حجمها عريض جدا، وقبل القمة تنفتح شرفة رائعة التصميم لتبدو كأنها غرفة كبيرة مدورة، ويمكن من خلال نوافذها المطلة على كل الاتجاهات رؤية مساحات واسعة من العاصمة الجميلة!
وتزداد الأبعاد الجمالية في المسجد بوقوعه وسط مساحات خضراء تتبع المجمع، وقد تم تنسيق نخيلها ونباتاتها بطريقة تنم عن ذوق رفيع وخبرة عريضة!
