مسجد (مركز عبد الله بن زيد المحمود الثقافي الإسلامي) في مدينة الدوحة عاصمة دولة قطر.
أ.د.فؤاد البنا
يتسمى المسجد والمركز بأسماء أخرى وهي: الفنار ومركز الثقافة الإسلامية في قطر والمسجد الحلزوني. لكن الاسم الرسمي المعتمد هو مركز الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود الثقافي الإسلامي، ذلك العالم العلَم الذي أسس النظام القضائي القطري وتربع على قمة الهرم القضائي بصفته قاضي المحكمة العليا.
يقع مبنى المسجد والمركز في منطقة مركزية وسط العاصمة القطرية، وذلك بالقرب من كورنيش الدوحة، ويجاوره سوق واقف الشعبي ومتحف الفن الإسلامي.
هذا المسجد هو ثاني أكبر مساجد قطر من حيث الحجم والسعة، وكان يحتل المركز الأول منذ افتتاحه في ١٢ يناير ٢٠٠٨م إلى أن أزاحه مسجد محمد بن عبدالوهاب الذي أصبح الأكبر بعد أن تم افتتاحه سنة ٢٠٠٩م، لكن مسجدنا هذا ما زال أطول مسجد في قطر وثانيها من حيث الحجم إذ يتكون من خمسة طوابق.
يعد هذا المجمع مركز إشعاع ثقافي وروحي في قطر وتم اختيار اسم الفنار قصداً بحكم أنه يهدي السفن؛ حيث ينشط في تنظيم الكثير من الفعاليات الاجتماعية والتعليمية والوعظية، وينشر سلسلة من الدراسات المتصلة بعلوم الشريعة، ويقيم دروسا ومحاضرات وندوات ومؤتمرات حول الإسلام، ويتبنى دورات مركزة في تعليم اللغة العربية والخط العربي، وفي مختلف الفنون والآداب، ويقيم أنشطة رياضية واجتماعية تستهدف الجميع، بجانب تبني أنشطة متنوعة للأطفال والنساء والعائلات.
ويمتلك مكتبة عامة تزدحم بالكثير من المصادر والمراجع التي تهم العقل المسلم وتتوزع على كثير من حقول المعرفة، بجانب أنه يقوم بتوزيع كميات من الكتب والمواد العلمية لزائريه وحاضري الأنشطة التي يتبناها.
وينتصب هذا المسجد كمعلم سياحي شهير في قلب مدينة الدوحة، بسبب تصميمه المتميز وهيكله المرتفع ومئذنته الحلزونية العالية والتي تشبه مئذنة مسجد مدينة سامراء في العراق ومئذنة مسجد أحمد بن طولون في القاهرة، ويمكن رؤيته من مسافة بعيدة، ولا سيما في المساء؛ حيث يزداد تألقاً وأناقة بسبب نظام الإضاءة الذي يمتلكه.
ولأنه تحفة معمارية متميزة ومنارة ثقافية منفتحة على كل الحضارات؛ فإن إدارته تسمح لغير المسلمين بدخوله والتعرف على الإسلام وعلى المجتمع القطري من خلاله، وتتبعه مواقف واسعة للسيارات، بجانب البنية التحتية التي تمتلكها أضخم المساجد.
