مسجد (المتقين) في مدينة سنغافورة عاصمة جمهورية سنغافورة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في المنطقة الوسطى من جزيرة سنغافورة، وهو خامس مسجد يتم الانتهاء منه في البلاد في إطار خطة صندوق بناء المساجد، ويخدم سكان مجمعات أنغ مو كيو السكنية.
مر بناء المسجد بثلاث مراحل حتى صار بالصورة الجميلة التي نراه عليها. وقد ضع حجر الأساس للمرحلة الأولى من المسجد من قبل سيد علي رضا السقوف في ٢٩ أبريل عام ١٩٧٩م، وافتتح رسميا في ٢ سبتمبر عام ١٩٨٠م، وبلغت التكلفة ١.٨٣ مليون دولار سنغافوري.
وأنجزت المرحلة الثانية في عامي ١٩٨٧ و١٩٨٨م، حيث أضيف طابق جديد تضمن عددا من الصفوف لاستيعاب أطفال ما قبل المدرسة، ثم جاءت المرحلة الثالثة بسبب الأنشطة المتزايدة وازدياد المقبلين على الصلاة؛ حيث تم تجديد المسجد في عام ١٩٨٨م، وفي هذه المرحلة أضيف طابق ثالث بتكلفة قدرها ٢.٦ مليون دولار سنغافوري. وأضيف تجديد آخر عام ٢٠١٦م مكن من استيعاب ٨٠٠ مصل إضافي.
وعليه فإن المسجد كبير نسبيا ويتكون من ٣ طوابق، ويمكنه استيعاب ما يصل إلى ٣٥٠٠ مصل، هذا بالنسبة لقاعات الصلاة، ويضطلع المسجد بوظائف تعليمية وتثقيفية واجتماعية عديدة؛ حيث يمتلك عيادة للرعاية الصحية، ومدرسة دينية، وفصولا لرياض الأطفال.
ويقيم المسجد دورات متنوعة لمن يرغب من رواده، مثل قراءة القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة، والإعداد للزواج والحج والعمرة، ويقوم بتوزيع الحصص الغذائية الأساسية مثل الأرز والزيت والسردين للأسر المحتاجة الذين يتم تسجيلهم لدى لجنة المسجد، ويقدم دروسا تثقيفية حرة، وينفذ برامج إكساب بعض المهارات في الخياطة والحرف اليدوية في سياق مساعدة المسلمين على الخروج من دائرة الفقر!
ويقوم المسجد بدور كبير في التعريف بالإسلام، حيث تأتيه وفود من شرطة سنغافورة ومن المدارس المجاورة والدبلوماسيين الأجانب، ويتم إعطاؤهم معلومات عن طبيعة الإسلام وتعريفهم بأوضاع المسلمين في سنغافورة.
ويبدو جمال المسجد باديا من ثنايا الصور التي تُظهر انبثاقه من وسط الخضرة التي غمرته، وبَصمته المميزة هي مئذنته التي تشبه برجا؛ بشكلها التربيعي وحجمها السميك وارتفاعها الكبير، وزادتها جمالا القبة البصلية التي تعلوها وقد كساها اللون الأخضر !
