مسجد (ديربورن) في مدينة ديربورن بالولايات المتحدة الأمريكية.
أ.د.فؤاد البنا
سمي المسجد باسم المدينة التي يستوطنها؛ ذلك أنه المسجد الكبير والجامع المركزي في هذه المدينة التابعة لولاية ميشيجان التي تضم أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبلغ نسبتهم في المدينة حوالي ٤٠%. ويسميه البعض مسجد ديكس؛ وهو اسم الشارع الذي يوجد فيه المسجد!
تأسس المسجد سنة ١٩٣٨م على يد عدد من المغتربين السوريين واللبنانيين، وبذلك فإنه أول مسجد في الولاية كلها، ثم صار اليمنيون أغلبية في العقود الأخيرة بفضل هذا المسجد الذي ربى لهم أولادهم وكذا مصانع فورد للسيارات التي منحتهم فرصا واسعة للعمل!
لم يبق المسجد على حاله الأول وإنما تم توسيعه ٣ مرات في الأعوام: ١٩٥٢، ١٩٨٦، ٢٠٠٠م، حتى بلغت مساحته ٤٨ ألف ق٢، وصار كبيرا في حجمه واستيعابه ووظائفه، وهو يتبع الجمعية الإسلامية الأمريكية التي لها حضور واسع في أكثر من ٣٥ ولاية أمريكية، ويتبعها عدد كبير من المساجد والمدارس والمراكز الثقافية والنوادي الرياضية!
وبحجمه الكبير فإنه يعد من أكبر مساجد أمريكا؛ حيث يتكون من دورين واسعين، ويتسع لأكثر من ٢٠٠٠ مصل.
ولم يبق المسجد مكانا لأداء شعيرة الصلاة فقط، وإنما توسع ليقوم بدور تعليمي وثقافي واجتماعي وسط الجالية المسلمة في هذه المدينة. ففي عام ٢٠٠٣م تم تأسيس مدرسة عبدالله بن عباس التابعة له، وتتكون من ١٧ فصلا للبنين و١٢ فصلا للبنات، وتضم ٥٠٠ طالبا وطالبة، ومن المؤكد أن العدد في ازدياد.
لعب المسجد دورا توعويا بين المسلمين حتى أن الخمارات التي كانت موجودة في المنطقة أغلقت أبوابها بسبب توقف مسلمين كثيرين عن معاقرته، ولعب دورا مشهودا في تعريف غير المسلمين بالإسلام حتى أن كثيرين اعتنقوا الإسلام داخله بفضل جهود القائمين عليه.
ويمتلك المسجد عددا من مقومات الجمال البنائي الأنيق، وأهمها التصميم الآخذ شكلا مستطيلا مع أناقة معمارية لا تخطئها العين، والبوابتان الزجاجيتان الضخمتان، والقبة التي تعد تحفة معمارية متميزة ومنحت المبنى عنوانه الإسلامي، والنقوش والزخارف التي تزدان بها الجدران في الداخل والخارج مع ميل واضح للبساطة وعدم الإسراف في صورة من صور تقديم الجوهر على المظهر، والثريات الرائعة التي تتدلى من السقف بصورة مبهرة، واتساع القاعة الرئيسية للصلاة من دون وجود للأعمدة في الوسط!