مسجد نور الإخلاص الكبير في مدينة سيليجون في جمهورية اندونيسيا

مسجد نور الإخلاص الكبير في مدينة سيليجون في جمهورية اندونيسيا



مسجد (نور الإخلاص الكبير) في مدينة سيليجون بجمهورية إندونيسيا.

أ.د.فؤاد البنا

يقع هذا المسجد أمام مكتب عمدة سيليجون في قلب هذه المدينة التابعة لمقاطعة بانتن، ويعد جوهرتها الفنية الجميلة وتحفتها الهندسية المبهرة، والتي يحرص أناس كثيرون على زيارتها كل عام.

تم تأسيس المسجد قبل استقلال إندونيسيا حينما كان الاستعمار الهولندي يحتل هذا البلد العملاق، لكنه كان صغيرا ومن دون مآذن، وبعد الاستقلال تم توسيعه وعمل مئذنة له، ثم أجريت له صيانة ثلاث مرات.

وفي أول فبراير ٢٠٠٦م قامت الحكومة المحلية في سيليجون بهدم المسجد القديم وبناء هذا المسجد الرائع في نفس المكان مع زيادة المساحة وبناء مركز إسلامي بجانبه.

استمرت أعمال التشييد لمدة ثلاث سنوات، وتم الافتتاح في ٢٧ مارس ٢٠٠٩م في حفل كبير حضره

وزير الشؤون الدينية الإندونيسي وعمدة مدينة سيليجون، وبلغت التكلفة حوالي ٢٣ مليار روبية.

يتكون هذا المسجد من ثلاثة طوابق، وهي: القبو الذي يتكون من ١١٧٥م٢، والأرضي الذي يتكون من ١٣٧٢م٢، والدور الأول ويتكون من ١٠٧٣م٢. في الطابق السفلي توجد المراحيض وأماكن الوضوء، ويتضمن الطابق الأرضي قاعة الصلاة الرئيسية التي يصلي فيها الرجال، أما الطابق الأول فيستخدم لصلاة النساء بجانب مصلى رجالي يستخدم عند إقامة صلاة الجمعة أو العيد حينما يزدحم المصلون!

يمتلك المسجد تصميما شديد الجاذبية، حيث جمع بين الأصالة والمعاصرة ومزج بين الفن الإسلامي وما بقي من الفن الهولندي في هذه البلاد، ويتميز بهيكل مرتفع مع مناراته الأربع الشامخة في العلياء والتي تعانق السماء بشغف قبضة الطين للنفخة الإلهية وبأشواق الأجساد المعتمة للأرواح الشفافة. وتكتنز هذه المنارات جمالا لا تحده حدود، من خلال لونها الأبيض ورؤوسها الذهبية ومن خلال نقوشها البديعة التي حفرت في الجدران ونحَت نحو الهدوء في اختيار ألوانها.

ويزدان المسجد بقبة خضراء ذات خطوط ذهبية رسمت بطريقة هندسية جميلة، وتشبه في شكلها خوذة الجندي المغولي، وتمنح المسجد في الداخل جمالا أخاذاً!

ويمتلك المسجد فناء لا يخلو من بعض الشجر، وحينما يتم الولوج من البوابة الرئيسية يمتد نظرك إلى المدخل الرئيسي للمسجد والذي يتكون من ٤ أبواب متجاورة بطريقة أنيقة، وبلهفة القادم تبدأ عيناك بتفحص مشاهد الجمال في هذا المسجد ولا تغادر حتى تكون قد غرقت في دهشة لذيذة متطلعا لأن تتكرر مرة أخرى!

x