مسجد (موسى) في مدينة مومباسا بجمهورية كينيا.
أ.د.فؤاد البنا
سمي هذا المسجد باسم الكليم موسى أحد أولي العزم من الرسل عليهم السلام جميعا، ويقع في قلب مدينة مومباسا ثانية أكبر المدن الكينية وأكبر موانئها، وفي ذات الوقت هي عاصمة الشمال ذي الأكثرية المسلمة، وهي مدينة جميلة تطل على سواحل المحيط الهندي وليست بعيدة عن الحدود الصومالية، ومن هنا فقد جاءت علاقتها بالصومال؛ فكثير من المسلمين هنا هم من أصول صومالية حيث يوجد إقليم صومالي كبير منحته بريطانيا لكينيا، وفي هذه المدينة ولد زعيم حركة الشباب الصومالي الموضوعة عالميا ضمن قائمة الإرهاب!
وللأسف فإن مسجد موسى يقع في قلب الاتهامات لهذه المدينة باحتضان تنظيم القاعدة؛ حيث اتهم عدد من أئمته ورواده بأنهم يحرضون على العنف، وزاد الأمر سوءاً قيام الجيش الكيني بالتدخل في الصومال، حيث خرجت مسيرة مناوئة لهذا التدخل من داخل هذا المسجد، وقام بعض المصلين برفع راية حركة الشباب الصومالي فوق بوابة المسجد، وتدخلت الشرطة بصورة عنيفة، مما أجج من مشاعر الكراهية ضدها!
وتم اقتحام المسجد ومسجد آخر في مومباسا من قبل الجيش وكانت النتيجة مقتل ثلاثة أشخاص واعتقال مئات المصلين أثناء الاقتحام وبعده!
وبهذا الشأن يقول موامبي مواسارو من جماعة (محوري) الحقوقية المسلمة: "إن الحكومة تقوم بمزيد من التطرف أكثر من حركة الشباب نفسها"، وقد أدت هذه الاعتقالات الجماعية العنيفة إلى ظهور نتائج عكسية، حيث انفجر بركان الكراهية وقام مجهولون باغتيال ثلاثة من أئمة المسجد في حوادث منفصلة، مما أدى إلى اندلاع بعض حوادث العنف المضاد !
أوردنا قصة هذا المسجد كنموذج لبعض الخطباء الذين يستجيشون العواطف ويثيرون الانفعالات بطريقة خالية من العقلانية والواقعية؛ مما يدفع بالمتطرفين في الطرف الآخر لاستخدام سطوة السلطة ضد كثير من الأبرياء المسلمين!
ومهما يكن فهذا المسجد واحد من مئات المساجد التي تزدان بها هذه المدينة من ضمن ما يزيد على ٢٠ ألف مسجد تزخر بها جمهورية كينيا الواقعة في شرق إفريقيا !
يمتلك المسجد تصميما جذابا وهيكلا أخضر جميلا وتحيط به عدد من النخيل وأشجار أخرى، ويزدان بمئذنة رباعية ذات ٣ شرفات وذات نوافذ عالية، وتعلوها قبة جميلة!
يتكون المسجد من دورين، ويتضمنان مصلى كبيرا للرجال ومصلى صغيرا للنساء، ويتسع لعدد كبير من المصلين لكنه غير معلوم، كما هي عادة عدد غير قليل من المساجد الإفريقية!