مسجد بريستون في مدينة بريستون في جمهورية استراليا 1

مسجد بريستون في مدينة بريستون في جمهورية استراليا 1



مسجد (بريستون) في بلدة بريستون بجمهورية أستراليا.

أ.د.فؤاد البنا

سمي بهذا الاسم نسبة للبلدة التي تقع فيه وهي ضاحية من ضواحي مدينة ملبورن التابعة لولاية فيكتوريا، واسمه الرسمي هو مسجد عمر بن الخطاب.

كان المسلمون قبل بناء المسجد يصلون في شقة، ثم اتفقت جماعة منهم على أن يقوموا ببناء مسجد، وبدأ التاسيس سنة ١٩٧٥م وتم البناء سنة ١٩٧٦م، من خلال التبرعات التي جمعتها الجمعية الإسلامية في فيكتوريا من أبناء الجالية المسلمة ولا سيما البوسنويين والعرب، وما زالت هذه الجمعية تدير هذا المسجد ومساجد أخرى رغم الخلافات التي حصلت في أوساط الجالية ووصلت إلى حد تدخل الشرطة!

يتسع المسجد لأكثر من ١٥٠٠ مصل من الرجال والنساء، حيث يوجد مصليان منفصلان، وتم تطوير المسجد في الفترة الأخيرة بمبلغ يصل إلى ٧.٥ مليون دولار، وأصبح يستوعب ٢٥٠٠ مصل بعد أن تم افتتاحه من جديد في مارس ٢٠٢٢م.

ويقوم المسجد بتعليم النساء مبادئ الإسلام وأساسيات اللغة العربية يوميا في صفوف نهارية، بينما يخصص يوم في الأسبوع لتعليم الرجال اللغة العربية، وتوجد دروس قرآنية للأطفال، ويتوافر فقيه يقوم بإنجاز عقود الزواج والطلاق، وقاعة لإقامة حفلات الزواج، وتتوفر خدمة تجهيز الموتى وتشييعهم إلى مقبرة خاصة بالمسلمين!

وتوجد في مبنى المسجد مكاتب إدارية للقائمين على المسجد والجالية، وحينما تم اختيار الشيخ فهمي ناجي الإمام من قبل الجمعيات الإسلامية مفتيًا عامًا لأستراليا سنة ٢٠٠٧م أقام في هذا المسجد وظل يقوم بمهامه من داخل هذا المسجد حتى سنة ٢٠١١م، مما يعطينا صورة عن أهمية هذا المسجد عند الجالية المسلمة!

ويعد المسجد محور الارتكاز لمتديني الجالية المسلمة؛ حيث يتجمع فيه أعضاء ينتمون إلى أكثر من ٣٠ جنسية، ويحظى بتقدير السلطات الرسمية في هذا البلد الكبير والذي ينتمي جغرافيا إلى جنوب الكرة الأرضية وينتمي ثقافيا إلى شمال الكرة الأرضية؛ حيث المسيحية البروتستانتية هي ديانة الأغلبية، والإنجليزية هي اللغة الرسمية السائدة، وتعد أستراليا جزءا من الكومنولث البريطاني.

يمتلك المسجد قسطا من الجمال، ويبدو ذلك واضحا في هيكله المرتفع، ومئذنته الجميلة ذات الشرفتين، ونقطة تميزه الأساسية هي قبته الزجاجية الكبيرة التي تسمح بنفاذ الضوء بطريقة مميزة. ومن المؤكد أن المسجد ليس مجرد مكان لإقامة الصلاة وإنما مركز للإسهام في نشر الوعي وتمديد أواصر التعارف والتعاون بين المسلمين الذين وفدوا إلى هذه المدينة من بلدان شتى ويتكلمون لغات مختلفة!

x