مسجد (حسن البلقيه) في مدينة بيكان توتونج بسلطنة بروناي دار السلام.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد وسط غابة من النخيل والأشجار الاستوائية الجميلة؛ حيث تم زرعه في طرف مدينة بيكان توتونج في سلطنة بروناي الواقعة في المحيط الهندي بجنوب شرق قارة آسيا.
تم البدء ببناء المسجد عام ١٩٦٥م، وتم الانتهاء من البناء في منتصف عام ١٩٦٦م، وتولى افتتاح المسجد حسن البلقيه نفسه الذي كان ما زال وليا للعهد في بلاده في تلك الأثناء. ومثل سائر مساجد بروناي فقد تم اختيار يوم الجمعة للاحتفال بيوم الافتتاح والذي صادف يوم ٩ من شهر جمادى الأولى عام ١٣٨٦هـ الموافق ٢٦ من شهر أغسطس عام ١٩٦٦م.
تم تشييد المسجد على قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي دونمين وربع دونم، وتم التبرع بها من قبل اثنين من مواطني بروناي وينتميان إلى آل عبيد الله، وقد بلغت تكلفة البناء ٧٠٠ ألف دولار أمريكي.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمسجد ما يزيد عن ١٠٠٠ مصلّ في وقت واحد.
وبجانب الدور الروحي والشعائري للمسجد فإنه يقوم بدور ثقافي واجتماعي متعدد الأوجه، من خلال قاعة كبيرة متعددة الأغراض، ويتم استثمارها في إقامة المحاضرات والندوات وعقد الاجتماعات والحلقات النقاشية التي تسهم في مناقشة النوازل وحل المشكلات المستجدة.
يتميز المسجد بمنارته الشاهقة التي تشبه الحربة وتمتلك شرفة واحدة يمكن من خلالها استشراف المناطق البعيدة وسط غابات من الخضرة التي لا تنتهي إلا عند زرقة البحر، ويمتلك قبة ذات تصميم جذاب، ويزداد سحر المسجد بسبب اللون الذهبي الذي طليت به القبة ورأس المئذنة وشرفتها، وبالزخارف والنقوش التي تزين المسجد في مساحات متعددة في الداخل والخارج!
وبسبب التميز المعماري للمسجد وموقعه الفريد وسط غابات تظللها الأشجار الفارعة؛ فإن المسجد وجهة هامة يقصدها الزوار والسواح للاستمتاع بجماله الذاتي والخارجي.
ومن خلال الصور الكثيرة التي تابعتها عن المسجد؛ فإنه يمارس أنشطة دعوية وتوعوية عديدة، ويسهم في صناعة الوعي المنشود. ويمتلك المسجد في هذا المبنى كل ما يحتاجه من توابع للقيام بهذا الدور.