مسجد بدريه ناصر الجيعان في مدينة السالمية في دولة الكويت 1

مسجد بدريه ناصر الجيعان في مدينة السالمية في دولة الكويت 1



مسجد (بدرية ناصر الجيعان) في مدينة السالمية بدولة الكويت.

أ.د.فؤاد البنا

سمي المسجد رسميا باسم زوجة أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الصباح وهي بدرية ناصر الجوعان، لكن بعض الناس يسمونه بالمسجد الذهبي، بسبب أن قبابه والرؤوس القلمية لمناراته الأربع مطلية بلون الذهب!

بني المسجد على قطعة أرض تحيط بها الشوارع من الجهات الأربع، ويقع في حي جميل بمدينة السالمية المطلة على سواحل الخليج العربي والتابعة لمحافظة حولي الواقعة في شرق الكويت.

وقد بني المسجد على مساحة تبلغ ٣٦٠٠م٢، واستغرق بناؤه بضع سنوات، وتم افتتاحه في فبراير ٢٠٢١م. ويتسع مصلى الرجال لحوالي ١٢٠٠ مصل ويستوعب مصلى النساء أكثر من ٥٠٠ امرأة، ولا شك أن المسجد يتضمن أقساما أخرى تمكنه من القيام بالوظائف المنوطة بالمسجد في الرؤية الإسلامية ولو في الحد الأدنى!

قام بتصميم المسجد مهندس معماري من مصر يدعى محمد إبراهيم عمرو، وقد طلب منه بانوه أن ينجز تصميما متميزا يجذب الناس حتى يصبح مزارا لهم ومعلما جماليا في الكويت، ففكر مليا حتى اهتدى إلى تصميم يجمع بين المعمارين العثماني والعربي بروح عصرية، وقد نجح إلى حد كبير، وبالتعاون مع مهندس تركي، في هندسة تحفة معمارية رائعة كما شاهدت من خلال عدد من الفيديوهات للمسجد!

يتميز المسجد بأن هيكله الرئيسي مغطى بأربع قباب نصفية قائمة على دعامات متينة لكنها رفيعة وتم دمجها في السطح والجدران بطريقة فنية، مما خلق شعورا عند الناظرين بأن القباب مرفوعة من غير أعمدة وكأنها سقف السماء!

وتنبثق في الأركان الأربعة للمسجد ٤ مآذن قلمية شاهقة، وكل مئذنة منها ذات ثلاث شرفات أنيقة، وتمنح المآذنُ المسجد أناقة ومهابة بالغتي الروعة.

ورغم مشاهدتي لما تسنى لي من فيديوهات حول هذا المسجد، فسأترك المهندس الذي صممه وأشرف على بنائه يوضح لنا بعض جماليات المسجد في الداخل، حيث ذكر أن الرخام الذي زين به المحراب قد أحاله إلى حديقة أزهار، وأن الرخام المضلع الذي أحاط بالمحراب قد نقشت عليه أسماء الله الحسنى. وأورد أن السجاد الذي فرش به المسجد قد جرى إحضاره من مدينة غازيتا في تركيا، مؤكدا أنهم تسلموا سجادة كبيرة يبلغ مقاسها ٣٦٠٠م٢!

وفي ذات السياق ذكر أن باب المسجد مصنوع من خشب الساج، وأن سطحه يتزين بـ٩٦ صدفة محفورة بـ٤٠٠ قطعة محبوكة في بعضها دون مسامير ولا غراء؛ بحيث جرى تركيبها واحدة بعد الأخرى!

وأخيرا فإن المسجد يتميز بمنظومة إضاءة متطورة جعلته تحفة نورانية؛ فالثريا الكبيرة المعلقة في القبة الرئيسية تتدلى منها ٤ حلقات وتوجد فيها ١١٦ مصباحاً، ويبلغ قطر هذه الثريا ٥ أمتار، ويزدهي المسجد ب ٨ ثريات أخرى شبيهة بالثريات المستخدمة في المساجد العثمانية القديمة، وتتضمن ٣٣٠ مصباحاً، مما جعل ليل المسجد يبدو كأنه نهار!

x