كَتبُغا الشيطان التتري
البرق الصـاعق شيطـــان القتل ..
قيل انه نزل من بطن أمه وله أسنان وشعر كثيف ولم يبك ككل المواليد الجدد وخاف القسيس منه فرفض أن ياخذه بين ذراعيه ورفض تعميده وهرب ونصح والده أن يتخلص منه لانه سيكون وبالا على العالم فيقال انه ولد نصرانيا وكان تابعا للمغول رغم نصرانيته وحين كبر القائد المغولي (كتبغا نويان ) كان هو قائد جيش التتار في معركة عين جالوت !
التتار هم مجموعة من قبائل ثلاث ( ترك وسلاجقة ومغول) وعندما انشأ جانكيز خان دولة المغول اطلق اسم المغول على الدولة والجيش نسبة الى قبيلته .
قال عنه الشيخ قطب الدين اليونيني :
قد رأيته بـــ بعلبك حين حاصر قلعتها، وكان شيخاً حسنا له لحية طويلة مسترسلة قد ضفرها مثل الدبوقة ( ضفيرة الاطفال المجدولة ) ، وتارة يعلقها من خلفه بأذنه، وكان مهيباً شديد السطوة قال :
وقد دخل الجامع فصعد المنارة ليتأمل القلعة منها، ثم خرج من الباب الغربي فدخل دكاناً خراباً فقضى حاجته والناس ينظرون إليه وهو مكشوف العورة، فلما فرغ من حاجته مسحه بعض أصحابه بقطن ملبد مسحة واحدة !
يقول رشيد الدين الهمداني المؤرخ الفارسي أن كتبغا - عندما شعر بأنه خسر المعركة- صار يضرب يمينا وشمالا غيرة وحمية.
وكان يكر على أعدائه فحثه جماعة من أتباعه على الهرب ولكنه لم يستمع إلى نصحهم وقال :
"لا مفر من الموت هنا. فالموت مع العزة والشرف خير من الهرب مع الذل والهوان... أنا البرق الصاعق شيطان القتل وكان هذا لقبه المغولي".
ورغم أن جميع جنوده قد انفضوا من حوله، فقد ظل وحده في ميدان المعركة يكافح ألف رجل، إلى أن كبا به جواده في نهاية الأمر فوقع في الأسر.
وقد أسر ابنه، وكان شاباً حسناً، فأحضر بين يدي المظفر قطز فقال له :
أهرب أبوك ؟
قال : إنه لا يهرب، فطلبوه فوجدوه بين القتلى، فلما رآه ابنه صرخ وبكى، فلما تحققه المظفر سجد لله تعالى ثم قال :
أنام طيباً. كان هذا سعادة التتار، وبقتله ذهب سعدهم، وهكذا كان فلم يفلحوا بعده أبداً، وبرغم كل هذه القوة وهذا الجبروت وبرغم تاريخه العسكري القوي الا انه قتل وببساطة على يد البطل المسلم جمال الدين آقوش الشمسي.
مصدر :
البداية والنهاية احداث سنة 658 هــ .
كتاب المغول في التاريخ- فؤاد صياد .
كتاب روايات المؤرخين المعاصرين للغزو المغولي - د. شوكت رمضان حجة.