تعرف على فضيحة خيخون التي تغيرت بسببها قوانين الفيفا

تعرف على فضيحة خيخون التي تغيرت بسببها قوانين الفيفا



فضيحة خيخون التي تغيرت بسببها قوانين الفيفا

*فؤاد مسعد*

لم تكن مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات في بطولة كأس العالم تجري في نفس التوقيت، حتى وقعت فضيحة أخلاقية في المباراة التي جمعت بين منتخب ألمانيا الغربية ومنتخب النمسا على ملعب مولينيون، في بطولة كأس العالم 1982 التي استضافتها إسبانيا، وهي الفضيحة التي أطلقت عليها الصحافة الألمانية "فضيحة خيخون"، نسبة إلى مدينة خيخون التي استضافت المباراة، وهي فضيحة "أنشيلوس" حسب الصحافة النمساوية، في إشارة إلى المعركة الخاطفة التي تمكنت بعدها ألمانيا النازية أن تضم إليها النمسا في الحرب العالمية الثانية.

ما الذي حدث في خيخون؟

كانت إحدى مجموعات البطولة تضم منتخبات الجزائر وتشيلي وألمانيا (الغربية) والنمسا، وفي الجولة الأولى فازت النمسا على تشيلي وفازت الجزائر على ألمانيا بهدفين مقابل هدف واحد، وتلك كانت مفاجأة البطولة، إذ سجلت بذلك أول فوز لمنتخب أفريقي على منتخب أوروبي، أما في الجولة الثانية فقد خسرت الجزائر أمام النمسا، وفازت ألمانيا على تشيلي، ثم جاءت الجولة الثالثة لتضيف الجزائر مفاجأة أخرى بفوزها على تشيلي (3/2)، وعندها قرر المنتخبان الألماني والنمساوي أن يلعبا مباراة غير تنافسية، مع السماح بفوز ألمانيا بأقل من 3 أهداف ليضمنا تأهل المنتخبين إلى الدور الثاني، وعرقلة الجزائر التي كانت على وشك التأهل بعدما حققت الفوز مرتين.

في الدقيقة العاشرة من المباراة/ الفضيحة أحرز الألمان هدف الفوز، وبعدها لم يحاول أي فريق اللعب أو مهاجمة خصمه، بل اكتفوا بالتمريرات المتبادلة حتى نهاية المباراة، هكذا سجل تاريخ البطولة، وظهر حينها أن المباراة انتهت باتفاق الفريقين على إقصاء الجزائر، وبدا الأمر واضحا خلال المباراة لجمهور المشاهدين في الملعب الذين أخذوا يحتجون على اللاعبين، وأخرج بعض المشاهدين أوراقاً نقدية وأظهروها أمام كاميرات التصوير في إشارة إلى وجود مؤامرة أبرمها اللاعبون.

في تلك اللحظات أعرب التلفزيون الألماني عن إدانته لما فعل منتخب بلاده، وطلب من المشاهدين إغلاق التلفاز وعدم رؤية هذا العار، أما الصحافة الألمانية فقد وصفت المنتخب بعصابات المافيا، بينما كان معلق تلفزيون النمسا الذي نقل المباراة يهتف قائلاً: هذه فضيحة كروية وعار على دولتنا بأكملها، قولوا عني ما شئتم لكنني أرفض هذا العار، وأخجل من منتخب بلادي.

وتلك هي الفضيحة التي جعلت قيام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتعديل خطة المباريات في البطولة اللاحقة، حيث قررت أن تلعب مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات في نفس التوقيت منعاً للتلاعب، وحتى لا تتكرر فضيحة خيخون مرة أخرى.

وهو ما بدأ تنفيذه في البطولات اللاحقة، وصولا إلى هذه النسخة (كأس العالم 2022) التي تستضيفها دولة قطر، وبدأت أمس الثلثاء آخر مباريات دور المجموعات.

x