مسجد (أورومتشي) في مدينة أورومتشي بجمهورية الصين الشعبية.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد الرائع في القلب التجاري لمدينة أورومتشي التي تقع في شمال غرب الصين، ومعناها المرعى الجميل باللغة المغولية، وهي عاصمة إقليم سنجان الذي يمتلك حكما ذاتيا، وتسميه الصين شينجيانغ بينما يسميه المسلمون تركستان الشرقية، وتبلغ عدد مساجد الإقليم الإيغوري حوالي ٢٤ ألف مسجد لكن لم أجد حصرا لمساجد المدينة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون و٦٠٠ ألف نسمة. وهذه المدينة ذات الخلفية التاريخية المسلمة تمتلك مزيجا من القوميات (٤٧ قومية) والأديان واللغات والآداب والفنون بصورة تكاد أن تكون فريدة، وتجد فيها مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين ومعابد الكونفوشيوسيين والبوذيين وغيرهم!
وتضم عددا من المساجد ومنها هذا المسجد الذي يجاور البازار الدولي الكبير الذي يأتيه السواح من كل مكان، وقد شيد المبنيان بذات الطريقة!
يمتلك المسجد تصميما جذابا وهندسة معمارية أنيقة إلى أبعد حد، حيث يحظى بهيكل مرتفع ذي لون قريب من الأحمر، ويتميز بواجهة فخمة ونوافذ عالية، ويتدفق جماله كالسلسبيل من مآذنه الأربع الفاتنة، حيث تمتلك كل واحدة ثلاث شرفات أو شرفتين، مع ازديانها بنقوش بالغة الروعة، وفي الوسط ترتفع قبة نحاسية يعلوها هلال، وتشبه خوذة الجندي وكأنها تحمي المسجد من حراب الأعداء وسهامهم!
وفوق المحراب توجد قبة أخرى أصغر حجما وتختلف في تصميمها عن الأخرى لكنها لا تقل عنها جمالا.
يلتصق مبنى المسجد بمبنى السوق الدولي الشهير في هذه المدينة، وكأنهما بهذا التعانق يجسدان قوله تعالى في سورة الجمعة: {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}، ولا غرابة في ذلك فإن التجارة الخالصة مع الله في المسجد؛ تجعل التجارة الرابحة مع الناس في السوق خالية من شوائب الغش والربا وأوزار الاحتيال والاحتكار!