مسجد (حضرة المقداد) في مدينة مرسين بجمهورية تركيا.
أ.د.فؤاد البنا
سمي بهذا الاسم نسبة للصحابي الجليل المقداد بن عمرو الذي ينتمي إلى قبيلة كندة اليمنية التي تسكن حضرموت، ويعد أول فرسان الإسلام ومن السابقين الأولين من الصحابة، وممن صال وجال في معركة بدر، وهو مدفون في البقيع بالمدينة المنورة.
بدأ تشييد المسجد سنة ١٩٨٧م في حي سمي باسمه (المقداد) وذلك في مدينة مرسين التي تقع جنوب تركيا وتطل على البحر المتوسط، ويقع المسجد على مرمى حجر من الساحل، وخلال ٥ سنوات تم افتتاحه فانهمر عليه المصلون وظلوا في ازدياد إلى أن تمت توسعته من خلال الأروقة وبناء بهو جديد، وأضيفت له مئذنتان ليتم افتتاحه من جديد سنة ١٩٩٨م، وهو واحد من ٤ مساجد تعلوها ٦ مآذن في تركيا كلها.
تبلغ المساحة الإجمالية للأرض التي بني عليها المسجد ٣٣ ألف م٢، أما المساحة المعمورة بالفعل فتبلغ ٣٠٠٠م٢. ويتضمن المبنى المكون من طابقين ٣ مصليات كبيرة تتسع لأكثر من ١٠ ألف مصلّ بعد التوسيع الأخير للأروقة، وتتبعه كل من: مدرسة، ومكتبة، وقاعة محاضرات، ومركز لتحفيظ القرآن الكريم، ومستوصف، وإرشيف، وسوق يعود ريعه لصالح المسجد، بجانب مكاتب إدارية ودورات مياه ومواقف واسعة للسيارات.
يمتلك المسجد مبنى يزرع في قلب الرائي له شعوراً بالمهابة والإجلال؛ نتيجة تصميمه المتميز على الطراز العثماني الجميل، وما يمتلك من مقومات جمالية مدهشة؛ وأهمها المآذن القلمية الست التي تعرج في جو السماء بارتفاع ٩١م لكل مئذنة منها، وتتضمن ٣ شرفات وتتزين بخطوط جعلتها بالغة الروعة والبهاء، وهناك القبة الرئيسية التي تعلو سقف المصلى الرئيسي وعشرات القباب الصغيرة التي تغطي بقية السقف وسقوف الأروقة المحيطة من جميع الاتجاهات بالصرح المكشوف في النصف الثاني من المسجد، وقد تضافرت جميعها بجانب النقوش والزخارف والزينات الداخلية فجعلت منه تحفة فنية نفيسة انضافت إلى قائمة الروائع في العمارة العثمانية!
وبعد هذا كله فإن المسجد محاط ببساتين عامرة بالشجر والأزهار الزاهية، تتخللها العديد من البرك والنوافير الجذابة!
وبسبب حمل هذا المسجد لاسم صحابي جليل، وما يمتلك من مقومات جمالية فاتنة، بجانب ضخامته وسعته الكبيرة؛ فإن الاحتفال بعودة حجاج هذه المدينة من البقاع المقدسة يتم في هذا المسجد الذي يزدان بمن يفترض أنهم قد عادوا أنقياء كما ولدتهم أمهاتهم!