مسجد (المودة) في مدينة سنغافورة بجمهورية سنغافورة.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في حي سينغكانغ بالعاصمة السنغافورية، وينتصب بشموخ عند تقاطع شارع سينغكانغ الأوسط وشارع قوس كومباسفال.
استخلص القائمون على المسجد اسم (المودة) من الآية ٢١ في سورة الروم والتي تقول: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
تم افتتاح المسجد سنة ٢٠٠٩م وقد بني في إطار المرحلة الرابعة من برنامج صندوق بناء المساجد لاستيعاب الكثافة الكبيرة من السكان المسلمين في هذا الحي الكبير والأحياء المجاورة، ويتسع لحوالي ٤٠٠٠ مصل من الرجال والنساء، ولا يقتصر عمله على احتضان طالبي الصلاة بل يقوم بوظائف ثقافية وتعليمية واجتماعية عديدة مثل مساجد ماليزيا الدولة اللصيقة والتي كانت سنغافورة قبل بضعة عقود جزءا منها، ونجح الاستعمار في فصلها عنها!
يتكون المسجد من مبنيين عريضين تم تشييدهما من الحديد والزجاج، ويتكون المبنى الذي توجد فيه القاعة الرئيسية للصلاة من ٤ طوابق غلب عليها اللون البني، ووسط الفناء الغارق في الخضرة تبسق مئذنة عالية صممت بطريقة غير تقليدية، وتعلوها نجمة يحتويها هلال، تعبيرا عن القوة الذاتية للإسلام والذي لا يأفل في بلد إلا ويتوهج في بلد آخر ولا يمكن محوه من الوجود حتى يرث الله الأرض ومن عليها!
وبجانب حيازة المسجد لقدر وافر من خصيصتي الضخامة والفخامة، فإنه من المساجد الصديقة للبيئة، ومن صور ذلك أنه يحافظ على الطاقة، مما حدا بهيئة البناء والتشييد لمنحه شهادة غرين مارك المشهور.