مسجد (ساراتوف) في مدينة ساراتوف بجمهورية روسيا الاتحادية.
أ.د.فؤاد البنا
هو أكبر مسجد في هذه المدينة التي تقع على ضفاف نهر الفولجا، وتعد المركز الثقافي الرئيسي في منطقة حوض الفولجا، وتبعد عن موسكو بأكثر من ٨٠٠ كم، وتشكل نسبة المسلمين فيها أكثر من ٦% من سكانها الذين يقاربون المليون نسمة!
ومسلمو هذه المدينة هم من أصول تتارية، وكان قد تم افتتاح أول مسجد حجري هنا في عام ١٨٣٦م، بعد ذلك تم تشييد المبنى الجديد للمسجد في نفس المكان، لكن الحكومة السوفيتية التي تبنت الفكر الشيوعي أغلقت المسجد ثم قامت بتدميره جزئيًا واستخدمت ما بقي منه لأغراضها الخاصة والتي لم تذكرها المصادر، وربما جعلته حانة لشرب الخمر أو لممارسة الرذيلة أو اصطبلاً للخيول فقد فعلت مثل ذلك في مساجد أخرى!
ومما يؤيد ذلك أنه في عام ١٩٨٩م تم إرجاع المسجد لأصحابه المسلمين، لكنهم قرروا تدمير المبنى المدنس وبناء مبنى جديد بدلا عنه!
وهذا هو المبنى الجديد الذي تم بناؤه بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ويعد المسجد الرئيسي في مدينة ساراتوف، ويمتاز بتصميمه الجميل الذي مزج بين الطرازين المعماريين الإسلامي والروسي؛ حيث يمتلك مئذنة ذات شرفتين تختلف عن أي مئذنة بتصميمها الفريد وألوانها الراقية وهي ذات ألوان المسجد وكأنه تحفة عسجدية جلبت من عالم ألف ليلة وليلة!
ويمتلك هيكل المسجد قبتين خالفتا لون المسجد بلونيهما الفيروزي الرائع، حيث تزين القبة الكبيرة قلب المصلى من الداخل والخارج، وتقف القبة الصغيرة بدلال في الركن المقابل للمئذنة وكأنها تقف على برج كنيسة جميلة!
يتكون المسجد من ثلاثة طوابق متوسطة الحجم، اثنان فوق الأرض وطابق تحت الأرض، ويتسع لعدد كبير من المصلين، حيث يحتوي على قاعات صلاة منفصلة للنساء والرجال، ويمتلك عددا من المرافق والخدمات الضرورية لأداء وظيفته السامية، ومنها المواضئ ودورات المياه، ومكاتب إدارية، ومواقف سيارات، بجانب متجر لبيع اللحم الحلال ومقهى صغير في الجوار.
مما تجدر معرفته أن مساجد روسيا تزيد الآن عن ٦٠٠٠ مسجد، وأعلن جنرال روسي في عام ٢٠١٥م، على سبيل التحذير، أن المساجد تضاعفت ٧٢ مرة خلال العشرين السنة الماضية!
