مسجد إسلام أوتا في مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان 4

مسجد إسلام أوتا في مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان 4



مسجد (إسلام أوتا) في مدينة طشقند عاصمة جمهورية أوزبكستان.

أ.د.فؤاد البنا

ويعني اسم هذا المسجد (أبو الإسلام)، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريما للرئيس الذي قاد جمهورية أوزبكستان بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي سنة ١٩٩٠م، والذي كان اسمه إسلام كريموف، رغم أنه كان أشد رؤساء الجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي في وسط آسيا شدةً في التعامل مع أهل التدين من مواطني بلاده التي تعتبر أعرق بلد إسلامي في وسط آسيا، ويكفي أن نعرف أن مدينة واحدة فيها وهي مدينة بخارى أنتجت شيخ المحدثين محمد بن إسماعيل البخاري وشيخ الأطباء والفلاسفة أبو علي بن سيناء !

ويبدو أنه كان مسجدا قديما وتم هدمه أيام الشيوعية السوفيتية مثل آلاف المساجد التي تم هدمها بجرافة الشيوعية الحمراء المعادية للدين، وأعيد بناؤه بعد الاستقلال بحوالي ربع قرن من الزمان، ليتم افتتاحه رسميا سنة ٢٠١٦م.

ووفقًا لمنظمة UZ24 التي قامت بوضع استبيان لتحديد المسجد الأكثر نموذجية وفق معايير تم طرحها في الاستبيان، مع مراعاة الحالة العامة للمؤسسة الدينية ومستوى عملها التنظيمي، فقد حصل مسجد "أبو الإسلام" على لقب المسجد النموذجي!

ويبدو أنه يستحق هذا التكريم؛ فهو مسجد كبير وأنيق، ويجمع تصميمه بين الأصالة والمعاصرة، ويحظى بقبة مركزية مرتفعة تغطي قلب قاعة الصلاة الرئيسية، ومئذنة شامخة بشرفة واحدة وتمتلك نصيبا وافرا من الجمال الجذاب، بجانب ٤ مآذن صغيرة ترتكز في الأركان الأربعة للمصلى الأساسي.

والمسجد شديد الثراء في نقوشه وزخارفه المبهرة، والتي تغطي بعض المساحات في الهيكل الخارجي وعلى رأسها البوابة الضخمة التي تعد تحفة فنية مدهشة، وفي الداخل تزين هذه النقوش بعض جدران المسجد ولا سيما الجدار الأمامي الذي يتوسطه المنبر والمحراب، وكذا السقوف التي ازدانت بنقوش دقيقة وهادئة بطريقة هندسية ساحرة!

يشير تعدد المرافق المحيطة بالمسجد في الصور، إلى أنه ليس مجرد مكان لأداء الصلاة فقط، ولكنه مركز إشعاع ثقافي واجتماعي ويقدم خدماته للمجتمع المحيط به في هذا الإطار.

x