مسجد (باروكا) في مدينة شكودرا بجمهورية ألبانيا.
أ.د.فؤاد البنا
سمي باسم الحي التاريخي باروكا الذي يقع فيه المسجد، والذي يستوطن وسط مدينة شكودرا، هذه المدينة التي اشتهرت بغلبة تدين أبنائها، فأنتجت عددا من علماء الحديث وأشهرهم ناصر الدين الألباني وشعيب الأرناؤوط وعبدالقادر الأرناؤوط الذين يعدون من كبار المحققين في هذا العصر.
ونواة هذا المسجد قديمة، وتعود إلى القرن الثامن عشر، وحينما تقادم المسجد عرض العثمانيون هدمه وبناءه من جديد، لكن عائلة جوكا التي تملك أرض المسجد رفضت ذلك، فقام المفتي صالح أفندي ببناء مسجد قريب منه وحمل نفس اسم الحي (باروكا) سنة ١٩٣٧م، وليصبح مسجد باروكا الجديد.
وظل هذا المسجد من أهم المعالم الثقافية في مدينة شكودرا منذ افتتاحه حتى قامت الحكومة الشيوعية بتدميره نهاية عام ١٩٦٧م، وبعد أن انزاح كابوس الشيوعية عن ألبانيا استعاد المسلمون الألبان أنفاسهم واستأنفوا مسيرتهم الإسلامية، وكان من مظاهر ذلك إعادة بناء هذا المسجد عام ٢٠٠٦م ليتم افتتاحه عام ٢٠٠٧م وهو بهذه الصورة التي يتدفق منا الجمال الآسر!
يمتاز المسجد بتصميم هرمي جميل، بطوابقه الثلاثة التي تعلوها قبة دمجت بين الأصالة العثمانية وبين المعاصرة في هذه المدينة، مسنودة بأربع من أنصاف القباب الجميلة.
ويزدان الهيكل الخارجي للمسجد بمئذنتين قلميتين أنيقتين بنقوشهما الفاتنة، وتنفتح من كل واحدة منهما شرفة عالية تمكّن ممتطيها من رؤية لوحات الجمال الرباني المنثور في هذه المدينة التي أعطاها المولى عز وجل حظا عظيما من الجمال الطبيعي الخلاب!
ويزداد جمال المسجد بالأعمدة الاسطوانية الأنيقة التي يرتفع فوقها هيكل المسجد عبر أقواس غير مكتملة التقويس، وبالنقوش والزخارف الإسلامية المبهرة التي تغمر المبنى الداخلي!
يحتوي المسجد على قاعتي صلاة للرجال والنساء، ويتضمن غرفا عديدة تساعده على القيام بوظائفه الدعوية والتوعوية والاجتماعية.
