مسجد (باكولود الكبير) في مدينة باكولود كلاوي بجمهورية الفيليبين.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد الرائع في مدينة باكولود كلاوي الواقعة في مقاطعة لاناو ديل سور ذات الحكم الذاتي بجزيرة ميندناو التي تستوطنها غالبية مسلمة في جنوب الفيليبين.
تم تشييد هذا المسجد في منتصف القرن العشرين من خلال المساهمات المجتمعية للسكان المسلمين في هذه المنطقة التي تصل نسبتهم فيها إلى ٩٠%، ويشتهر أبناؤها بالتدين الجمعي والمحافظة على تعاليم الإسلام وفق أفهامهم البسيطة بالطبع؛ حيث تكثر المساجد والمدارس العربية فيها، حتى أن مسلمي المناطق الأخرى في جزيرة ميندناو يشبّهون هذه المنطقة بمكة المكرمة!
ويظل هذا المسجد هو الأكبر بين مساجد المنطقة؛ ولذلك فإنه يوصف من الأهالي بالكبير أو المركزي، رغم أنه لم يعد يتسع للمصلين حينما يأتون جميعا في الأعياد والمناسبات، حتى أن العمدة المسلمة للمدينة في سبيلها لتوسيع المسجد بالتعاون مع حاكم الإقليم!
يتمتع المسجد بموقع طبيعي رائع؛ حيث ينغرس وسط غابات من الأشجار الخضراء التي تكسو كل شبر بما فيها الجبل الذي ينتصب واقفا خلف المسجد كأنه يحرسه من غوائل الأيام، ويطل على بحيرة Lanao مباشرة حتى أن المصلين يتوضؤون على ضفتها ويدخلون المسجد، وهي ذات ذات مياه عذبة لدرجة أن بعض الناس يلجأون إليها للشرب!
يتميز المسجد بتصميمه الجذاب ومنارتيه الجميلتين ذاتي الأربع شرفات، ويزدان بعدد من القباب الساحرة بتصميمها المتميز وارتفاعها الكبير ونوافذها العالية، وبألوانها الزاهية التي تم توزيعها بواسطة فنانين ذوي خبرة عالية كما يبدو من الصور!
وفي فناء المسجد يوجد مجسم لنافورة فريدة على شكل كأس قهوة ويسمى ب كأس النافورة الكبير، ويقال بأن مكان الكأس هو المكان الذي كان يجتمع فيه شيوخ المسلمين وعقلاء المجتمع لمناقشة مشاكلهم العامة مع تناول فنجان من القهوة!
وهيكل المسجد مطلي بدرجات مختلفة من اللون الأخضر الذي يعتقد العامة أنه يرمز للإسلام وأنه اللون الذي يرتديه أهل الجنة.
أما داخل المسجد فهو ينعم بألوان تتدرج من الأحمر إلى الذهبي، وتتدلى من سقفه ثريات مبهرة، وتتغطى أرضياته بسجاد لا تنقصه الفخامة، وتؤكد كافة التفاصيل الداخلية بأن المسجد قد انبنى وفق هندسة معمارية راقية!
