من دهاء (أو فطنة أو ذكاء)معاوية بن أبى سفيان.
أنَّه لمَّا كبر في السِّنِّ أصابه أرقٌ ولم يستطع النَّوم من أصوات نواقيس
النَّصـ ـارى، فنادى في النَّاس: من يحمل هذه الرِّسالة منِّي لملك الرُّوم؟
وإن قُـ ـتل فله ثلاث ديات، أي سيدفع لأهله دية ثلاثة أشخاص، وإن عاد فله ديتان.
فأجابه فتى لذلك، فقال له معاوية: إذا وصلت لبساط ملك الرُّوم فأذِّن.
قال الفتى: فقط؟
قال معاوية: فقط.
فلمَّا وصل الفتى إلى بساط القيصر أذَّن، فهبَّ البطارقة والفرسان ليقـ ـتلوه بسيوفهم، فهبَّ القيصر (قسطنطين_الرابع) وسبقهم إليه ليحميه من سيوفهم، وأستحلفهم أن يعودوا إلى أماكنهم، وأخبرهم أنَّ معاوية أرادنا أن نقـ ـتل هذا على الأذان فيقـ ـتل هو من عنده على ضرب النواقيس، فكسى القيصر الفتى وحمَّله بالهدايا وأعاده.
و أثناء حصار جيش المسلمين بقياده "يزيد بن معاوية بن أبي سفيان" للقسطنطينية .. أوصى "أبو أيوب الأنصاري" -رضي الله عنه- أن يُدفن بجوار سور القسطنطينية إذا مات .. فحمله المسلمون وحموه بالدروع حتى وصلوا إلى أقرب نقطه يمكنهم الوصول إليها ودفنوه فيها ..
فعلم القيصر بذلك فأرسل إلى يزيد بن معاوية يقول : سوف نسمح لكم بدفن صاحب نبيكم ثم بعد عودتكم ننبشه ونرميه للكلاب.
فأرسل له يزيد يقول :
"أقسم بالله العظيم لو أن يداً امتدت إلى القبر لما تركت نصـ ـرانياً في بلاد المسلمين إلا قـ ـتلته، وما تركت كنيسة إلا هدمتها".
فأمر القيصر رجاله بحماية القبر بأنفسهم خوفا من أن ينبش قبره احد من عامة الناس ، فيغضب عليهم #معاوية بن ابي سفيان الخليفة آنذاك ..
📗 • المصادر
المصدر : الأذكياء لابن الجوزي ص 120
📚 العقد الفريد لابن عبد ربه
📚 كتاب: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور
📚 الدولة الأموية وعوامل الازدهار لعلي محمد الصلابي
📚 عمر بن عبد العزيز معالم التجديد لعلي محمد الصلابي.