مسجد (محمد الأمين) في مدينة بوشر بسلطنة عمان.
أ.د.فؤاد البنا
يقع هذا المسجد في ولاية بوشر بمحافظة مسقط، ويجاوره مجمع السلطان قابوس الرياضي والمستشفى السلطاني في هذه المدينة.
تم البدء بتشييد المسجد في عام ٢٠١١م بتمويل من رجل الأعمال العماني سعود بهوان والذي عرف قبل وفاته بحبه للخير ورفده للأعمال الاجتماعية النافعة. وقد تم افتتاح المسجد يوم الجمعة ٢٩ شعبان سنة ١٤٣٥ هجرية/ ٢٧ يونيو ٢٠١٤م، وذلك في حفل بهيج تقدمه الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي سلطنة عمان المعروف.
ومن الواضح للعيان أن هيكل المسجد كبير جدا، فقد بني على مساحة إجمالية تصل إلى ٢٠٣٠٠م٢، وتحت سقوف المبنى يمكن استيعاب قرابة ٣٠٠٠ مصلّ، ٢١٠٠ في مصلى الرجال وقرابة ٦٠٠ في مصلى النساء وأكثر من ٦٠ شخصا في مجلس المسجد.
ولا شك في أن هذا المسجد آية تامة في التميز المعماري وتحفة حقيقية في الجمال الفني، فقد بني من أجود أنواع الرخام والخشب والزجاج المعشق، ويمتلك هيكلا مرتفعا ذا لون ناصع البياض، ويحظى بقدر كبير من المهابة والإبهار؛ إذ أن له مئذنتين شاهقتين تبرزان في طرفي الواجهة الرائعة، ويبلغ ارتفاع كل واحدة منهما ٨٤م، وفي الوسط يزدان سطح المسجد بثلاث قباب متساوية في الحجم ومتفاوتة في الارتفاع لتزيد المسجد جمالا على جمال!
ويتحول جمال المسجد إلى لوحة ساحرة بسبب موقعه المطل على العاصمة العمانية مسقط، من خلال التبة المرتفعة التي يتبوأ قمتها، ثم إنه يطل على رمال بوشر الذهبية التي تتألق أكثر في مشهدي شروق الشمس وغروبها!
ويزداد تألق المسجد وتأنقه بما يتحلى به من نقوش وزخارف إسلامية بديعة وما يحظى به من نظام إضاءة يُشعل القباب والمئذنتين باللون الذهبي بصورة مدهشة، وقد تمت العناية بالنظام الضوئي بحيث يُبرز أدق النقوش والزخارف الموجودة في القباب والمئذنتين للرائي ولو كان على مسافة بعيدة!
ويحظى داخل المسجد بديكور ونقوش إسلامية يسيل جمالها بطريقة منسابة، وتزدان سقوفه بعدد من الثريات الكبيرة!
وتحتوي ساحة المسجد الداخلية على فناء مفتوح يستخدم في صلاة الجمعة وفي أوقات الزحام والمناسبات الدينية المختلفة.
ويمتلك المسجد بجانب المصليات، مجلسا لاستقبال الضيوف ومكتبة عامة تتكون من طابقين، وتزخر بما يقارب ١٢ ألف كتاب مع وجود مساحات لإضافة ما يصل إلى ٧ آلاف كتاب آخر في المستقبل.
وبالطبع فإن هذا المبنى الضخم لا يخلو من مكاتب إدارية ودورات مياه، ومن مواقف واسعة للسيارات في الفناء الخارجي.
