مسجد (السلام) في مدينة نانت بجمهورية فرنسا.
أ.د.فؤاد البنا
يقع في مدينة نانت التي تستوطن غرب فرنسا، وهو أكبر مسجد في غرب فرنسا ويعد من أكبر المساجد على مستوى فرنسا كلها.
بدأ بناء المسجد في عام ٢٠٠٩م وانتهى في عام ٢٠١٢م، وقد تم تشييده بناء على حاجة ماسة من قبل الجالية المسلمة الكبيرة في هذه المدينة والتي كانت تمتلك عددا من المساجد الصغيرة والمتباعدة، ولم تكن كافية إذ يضطر كثيرون للصلاة في الشارع!
وفي هذا الإطار يقول عبد الخالق الشاذلي، رئيس الجمعية الإسلامية في غرب فرنسا والتي تبنت بناء المسجد: "لقد واجهنا أوقاتًا عصيبة في الشتاء"!
وفي البدء تم شراء قطعة أرض مساحتها ٢١٠٠م٢ من بلدية المدينة، ثم تم المضي في جمع التبرعات والبدء بالتشييد خطوة خطوة. وبعد أن عجزت التبرعات التي تم جمعها عن مواكبة تكاليف الإنشاء الذي توقف بسبب العجز عن توفير المال، اندفع البعض للكتابة عن هذه المشكلة في وسائل الإعلام، وهنا تدخل رجل خير قطري عبر جمعية قطر الخيرية ليسهم باثنين مليون يورو مرسلاً بأجر هذا التبرع إلى روح والده المتوفي، فتم استئناف البناء إلى أن تم الانتهاء والافتتاح، وبلغت التكاليف الإجمالية خمسة ملايين يورو!
يتميز هذا المسجد بحيازة قبة ضخمة يبلغ قطرها ١٢م وتغطي مساحة لا بأس بها من مساحة المسجد الذي يمكنه استيعاب ما يصل إلى ١٢٠٠ مصل في غرفتين كبيرتين للصلاة، وبجانب ذلك هناك غرفة متعددة الأغراض، وخصصت منطقة للطفولة المبكرة (حضانة) ومكاتب الجمعية وبقية خدمات المسجد.
ويتبع المسجدَ مركزٌ ثقافي سمي بمركز عبد الله الدرويش الثقافي، ويضم فصولا دراسية ومكتبة عامة، ومركزا إعلاميا، وقاعة مؤتمرات، ووكالة سفريات، ومطعما.
وبجانب مبنيي المسجد والمركز الثقافي داخل سور الأرضية الخاصة بالمسجد، بنيت مئذنة بيضاء على غير نظير، ويعلوها الهلال الذي يمثل رمزا للإسلام كما يفعل الصليب بالنسبة للمسيحية، مما زاد من جمال المسجد وأبرز هويته كمعبد إسلامي، ولا شك بأن المآذن والقباب تستفز روح التعصب عند غلاة اليمين المتطرف في الغرب كله، ومن هنا فقد تعرض هذا المسجد وأغلب مساجد المدينة بل وفرنسا والغرب كله لأصناف من الأذى وصلت في بعض الأحيان إلى حد الحرق!