مسجد (الرحمة) في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة.
أ.د.فؤاد البنا
ويسمى أيضا مسجد ليفربول المركزي نظرا لكونه أكبر مساجد المدينة، ويقع هذا المبنى الجميل في شارع هاثرلي بحي توكستث المعروف في مدينة ليفربول المشهورة بمينائها الرئيسي ومكانتها الصناعية والتجارية والتي تقع في شمال غرب بريطانيا.
هذا المسجد هو واحد من بضعة مساجد تستوطن هذه المدينة الإنجيلية وهو الأكبر بينها؛ إذ يعد بمثابة المركز الرئيسي لتجمع مسلمي ليفربول الذين يزيد عددهم عن ٢٥ ألف مسلم، ويستوعب حوالي ٢٥٠٠ مصل من الرجال والنساء.
تم تأسيسه من قبل الجالية المسلمة عبر جمعيتهم الإسلامية التي تأسست في هذه المدينة، وذلك في مطلع السبعينات وتم افتتاحه في يوليو ١٩٧٤م.
ومن أجل توسيع مساحة المسجد حتى يستوعب الأعداد المتزايدة من المصلين فقد بدأت الجمعية الإسلامية في ليفربول بشراء المباني المجاورة للمسجد من خلال التبرعات السخية التي جاد بها المسلمون في هذه المدينة، وقامت بتوسيع المسجد وتجديده وأعيد افتتاحه سنة ٢٠٠٨م، ليظهر بهذه الصورة الجميلة التي يبدو عليها في الصور، حيث يجمع بين الضخامة والفخامة، حتى أن اللاعب الشهير محمد صلاح حينما زاره انبهر به وشبهه بقلعة صلاح الدين!
وللعلم فإن نواة هذا المسجد قديمة بل وتعد أول مسجد في بريطانيا كلها تم بناؤه من قبل رجل بريطاني اعتنق الإسلام وبنى نواة هذا المسجد في عام ١٨٨٩م.
يتكون المسجد من ٣ أدوار واسعة تحتوي على مصليات منفصلة للرجال والنساء، وفصول دراسية، ومكاتب إدارية، وقاعات متعددة الأغراض، ومواضئ ودورات مياه، ويوجد به مركز رعاية نهارية لكبار السن، ونادي رياضي للأطفال، كما أنه يقدم دروسًا في اللغة العربية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ومنذ تلك الآونة أدار المسجد أنشطة ثقافية وتعليمية واجتماعية لا تحصى وسط الجالية المسلمة واستفادت منها أعداد كبيرة من المسلمين، وقدم دروسا عديدة لمن يريدون التعرف على الإسلام أو يطرحون شبهات أو يبحثون عن أجوبة على أسئلة تدور في أذهانهم عن الإسلام !
يتميز المسجد بهيكله الكبير الذي تنساب الروعة من كل جزء منه، ولا سيما قبته الذهبية العريضة التي يعلوها الهلال، ومنارتيه الصغيرتين والجميلتين، ومحرابه البارز بطريقة جذابة خارج المبنى مع نصف قبة ذهبية تعلوه كأنها درع تحميه من العوادي والأعادي، ونوافذه المقوسة التي اصطفت بطريقة أنيقة على طول المبنى وعرضه، وتبدو لمسة العمارة اليمنية فيه واضحة؛ نظرا للحضور اليمني الكبير وسط الجالية العربية هم والصوماليون.
