في رثاء الشيخ العلامة الحافظ الزاهد علي الظبي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رحمه الله

في رثاء الشيخ العلامة الحافظ الزاهد علي الظبي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين رحمه الله



أجمل ماكتب في رثاء الشيخ العلامة الحافظ الزاهد العابد علي الظبي

رحل العالِم العالَم
شيخنا الجليل وأستاذنا الكبير وملهمنا النادر الشيخ/علي الظبي رحمه الله غادرنا في ضحى عطائه وقمة تجلياته، كان إماما في الزهد، علما في التواضع، بحرا في الحلم، نسيما في الخلق، إن حل في مجتمع من الشباب كان أفتاهم وإن ارتحل في جمع من الدعاة كان أسخاهم، لا يسأم حديثه السامعون ولا يبلغ همته الطامحون..
عزائي لأحبابي الفضلاء .. أنواره الذين يشرق فيهم ويشرقون به .. الفاتح، و أبوبكر الظبي ، وعمر ومحمد وعثمان وسائر أهله وذويه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون. كتبه الاستاد ممدوح الحميري.

كلمات مؤثرة للاستاذ أمين حميد في وداع الاستاذ المربي الفاضل على الظبي الذي وافته المنية اليوم الخميس ٨ صباحا
👇
ورحل حارس قلبه من زينة الدنيا وزخرفها..
أن يكون أول خبر تقع عليه عينك، هو رحيل أفره إخوانك بقلبك حبا، فإنها والله لفاجعة..
رحمك الله أخي وأستاذي وشيخي، ورفيق الفيافي والقفار، والسهول والجبال، والأندية والأودية، والصلوات في الحواضر والفلوات.. رحمك الله رحمة تليق بكرمه وتلقّاك بما يتلقى به أصفياءه وأحبابه المخلَصين.
إن الحديث عن الأستاذ علي الظبي، يعني الحديث عن الرجل الذي عاش عمره يحرس قلبه من دنياه!
يحرسه من أن يقع في أية حفرة من حفرها المتوزعة على طرقها؛ مغطاة بالقش من زخرف الكلام، الذي يسمي الأمور بغير مسمياتها، ويصفها بغير أوصافها، حتى ليبدو الأمر لمن أراد أن يبتلع الخدعة سائغا.
لقد عاش علي الظبي قابضا على جمرة الوعي من أن يغفل قلبه لحظة عن حراسة باب قلبه أن تلجه الدنيا بأية صورة من صورها التي لا تحصى..
عاش بالقرآن وللقرآن، لا يتركه في لحظة من سفر أو استراحة من سفر؛ ذلك أن حياة علي الظبي لم تكن إلا سفرا بالحق للحق، يسارع لتبليغه وإيصاله للشغوفين به والمعرضين عنه على السواء، كأنما يحمل على ظهره حملا ثقيلا يريد أن يبلغ به غايته قبل أن يحل الأجل الموعود!
وما شهدت الأستاذ علِيًا إلا عليَّ الهمة، لا تقعده كثرة الصعاب عن طلاب كبارها.. ولا، والله، رأيته إلا مبتسما، ولو كان ما على ظهره من الهموم أثقل من الجبال!
كان الأستاذ علي الظبي والشهامة والنبل والكرم، كأنما خلق ليسابق هذه الفضائل في كل مضامير السباق، لا لنيل المدح والثناء من الخلائق، فتلك غاية يراها دنيئة، لا يليق بحامل كتاب الله أن يصرف في سبيلها شهقة أو زفرة من أنفاسه..
بل لقد كانت له غاية كبيرة كبيرة.. سامية سامية.. بعيدة بعيدة.. إنها الغاية التي توقظه في قلب الليل ليناجي بها ربه الحبيب الذي حبب إليه الإيمان وزينه في قلبه، حتى لم تعد في دنياه زينة غير تلك الزينة التي قضى سحابة عمره مخلصا لها، مستفرغا عمل قلبه وجوارحه في سبيلها، حتى كأنه انشغل بها عن أن يحس بالمرض والإعياء قبل الموت.. فمات دفعة واحدة!
رحمك الله أخي علي الظبي وعصم قلوب أحبابك بالصبر وأخلفك فيهم خيرا.
عزاؤنا أخي وأستاذي وشيخي أنا نلقاك في الرحاب الرحيبة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، بحول الله وكرمه..
وإلى ذلك اللقاء:
سلام

x