مسجد (كارابور مياه باري) في منطقة كارابور بجمهورية بنجلاديش.
أ.د.فؤاد البنا
يوجد هذا المسجد الجميل في قرية أوتار كارابور، ويقع في الجزء الشمالي الشرقي من بقايا مجمع سكني يعود إلى أواخر عصر المغول، ويطل على الضفة الشرقية لخزان كبير يسقي المنطقة. ويعتقد بعض المؤرخين أن الذي بناه هو محمد جاهد في أوائل القرن التاسع عشر.
يتكون المسجد من دورين، ويتم الصعود إلى القاعة الرئيسية للصلاة في الدور الثاني عبر سلم حجري خارجي عرضه أكثر من ٣م، أما الدور الأرضي العريض فيستخدم الآن كمدرسة لتعليم الأطفال تعاليم الإسلام وتحفيظهم ما تيسر من القرآن الكريم.
يقع الحرم الرئيسي أو قاعة الصلاة على الجانب الغربي من المنصة وله مخطط مستطيل، يبلغ طوله ١٣.٤٩م وعرضه أكثر من ٦م مع جدار من الطوب المغطى بالجبس يبلغ سمكه ١.٦٥م.
يتم الدخول إلى قاعة الصلاة من الجانب الشرقي من خلال ثلاثة مداخل كبيرة ومزينة بنقوش جذابة.
للمسجد ثلاث قباب متشابهة في تصميمها لكن الوسطى أكبر بقليل من القبتين الأخريين، ويتزين
بثمان مآذن متميزة، تستقيم أربعة منها في المقدمة وتقبع الأربع الأخريات في الخلف، وتوجد بينهما العديد من المآذن الصغيرة. تم تزيين جميع المآذن والجزء العلوي من المسجد بالعديد من النقوش والزخارف بصورة مثيرة!
ويقرر المختصون من أصحاب الفنون المعمارية بأن الطراز المعماري الذي ينتمي إليه معمار هذا المسجد المتميز يسمى الشرفة، والذي يأخذ شكلا مستطيلا، وتمتزج فيه العمارة المغولية بالعمارة البنغالية.
وبالجملة فإن هذا المسجد تحفة معمارية بما يمتلك من نفائس فنية مبهرة، وبموقعه الجميل وسط الطبيعة الخلابة وعلى ضفة أحد الخزانات الكبيرة، ويمتلك قيمة أثرية كبيرة، وإن كان قد قلل منها قيام السلطات البنغالية بترميمه وطلائه بصورة غير دقيقة، كما يجري عادة في التعامل مع مثل هذه التحف الأثرية!
