مسجد السلام في مدينة تونس عاصمة الجمهورية التونسية.
أ.د.فؤاد البنا
يعد هذا المسجد واحدا من ٦٥٠٠ مسجدا تحتضنها الجمهورية التونسية والتي بني نصفها بعد ثورة الزيتون التي اندلعت في تونس آخر عام ٢٠١٠م. ويقع في حي يسمى حدائق قرطاج في العاصمة تونس، وقد بناه أحد الخيرين على نفقته الخاصة، بينما تبرع رجل الأعمال السعودي صالح كامل بالأرضية التي بني عليها هذا المجمع الكبير؛ إذ تبلغ مساحتها ٨٥٧٠٣م٢؛ حيث تقع ضمن أملاك شركة (البحيرة) التي يملكها صالح كامل وتقوم بدور كبير في الاستثمار العقاري بتونس.
تم افتتاح المسجد في أكتوبر ٢٠٢١م بعد سنوات من أعمال البناء والتشييد الجاد. وهو من أكبر المساجد في العاصمة التونسية وأكثرها جمالا، حيث تبلغ مساحة قاعة الصلاة ٢٠٠٠م٢، ويتسع لأكثر من ٢٣٠٠ مصل، بجانب الباحة التي تقع في وسط المسجد وتتوسط الأروقة وتبلغ مساحتها ٦٠٠م٢. ويضم المجمع كتاتيب لتعليم القرآن، وفصولا دراسية، وقاعة محاضرات، ومكاتب إدارية، ودورات مياه، ومواقف واسعة للسيارات، بجانب المساحات الخضراء في فناء المسجد.
يحظى المسجد بقدر هائل من الجمال الفتان ولا سيما في الداخل، ابتداء من أعمدته الاسطوانية المكسوة بالرخام والتي يبلغ عددها ٢١٢ عمودا، ومرورا بقبته الضخمة التي يبلغ ارتفاعها ١٦م والقباب الأربع التي يصل ارتفاع كل واحدة منها إلى ١١م وقد تم طلاؤها جميعا بلون فضي، ووصولا إلى المئذنة العالية التي بنيت على النمط الأندلسي المعروف مع إضافات عصرية زادتها أناقة!
ويزدان المسجد في الداخل، كما رأيت في فيديو، بنقوش جذابة وزخارف رائعة، ويمتلك عددا من الثريات والزينات التي تجعله تحفة حقيقية في الأرض قد تلهي المصلي عن اتصاله بالسماء إن لم يمارس رقابة صارمة على نفسه ويندفع في مناجاة من أبدع كل ما في هذا الكون من جمال!