الشهيده نعمة رسام ربع قرن في خدمة التعليم لمن لايعرفها

الشهيده نعمة رسام ربع قرن في خدمة التعليم لمن لايعرفها



نعمة رسام

لمن لا يعرفها، رحمة الله تغشاها

ربع قرن في خدمة التعليم*..

فمن هي نعمة رسام التي أيقظت اليمنيين مؤخرًا..؟*

*ربما تساءلت خلال الأسابيع المنصرمة* من هي "نعمة رسام" التي سُميت المدرسة الشهيرة في مدينة تعز بإسمها، عندما شاهدت احتفالاتها الكرنفالية بذكرى الثورة اليمنية 26 سبتمبر، الشهر الماضي وخلال السنوات الماضية، وهو ما جعل المدرسة نموذجاً وطنياً متميزاً ولافتاً، رغم الحرب المستمرة في البلاد للعام الثامن على التوالي.

*تزامنًا مع احتفالات الثورات اليمنية*، سبتمبر وأكتوبر، لمع في هذه الأثناء اسم "مدرسة نعمة رسام" في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) بفعل تقديمها عروضًا كرنفالية وفنية لافتة، إلى جانب مهمتها الأساسية في تعليم النشء والشباب، لتصبح أنموذج علمي ووطني، أجبر مدارس أخرى لتقليدها في عدد المحافظات اليمنية. #agrfaisal

*ورغم شهرة المدرسة* على مستوى تعز وعلى مستوى المحافظات اليمنية، من خلال الفيديوهات التي انتشرت لاحتفالاتها الوطنية بمواقع التواصل الاجتماعي، غير إن اسمها "نعمة رسام" يثير تساءل عن أصل تسميتها، باعتبار الاسم ليس مرتبط بشخصيات وطنية أو قومية أو عربية تأريخية لها ارتباط بذاكرة الأجيال.

*من هي نعمة رسام؟*

تم تغير اسم المدرسة في نهاية تسعينيات القرن الماضي باسم "نعمة رسام" التي تتلمذت فيها حين كان اسمها سابقاً *مدرسة سبأ* قبل أن تُسمى باسمها، تقديرًا لخدمتها في التربية والتعليم خلال سنوات طويلة.

وتعد "*نعمة أحمد رسام بجاش*" قامة تربوية من الرعيل الأول، وهي مولودة في عام 1960، في مدينة تعز، قبل عاميين من ثورة 26 سبتمبر، وهي أم لخمسة أولاد وبنات وهم (ماهر، رانيا، سارة وسماء، محمد).

*ابنها "محمد"* قُتل في واقعة مأساوية على يد مسلحين أمطروه بوابل من الرصاص في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021 بمنطقة الحوبان الخاضعة لسيطرة الحوثيين، شرقي تعز، فيما لم تأخذ العدالة مجراها حتى الآن، وهو ثاني أكبر أولادها وهو أيضاً أب لثلاثة أطفال.

*التحقت "رسام" بمعهد المعلمات* بمدينة تعز، وكانت حينها بمثابة الابتدائية (كان مقره بذات المدرسة التي سميت باسمها) قبل أن تتعاقد مع مكتب التربية للتدريس في المعهد ذاته ببداية سبعينيات القرن الماضي، وواصلت دراستها حتى حصولها على شهادة الدبلوم العام، فعُيّنت بعد ذلك وكيلة للمعهد ومن ثم مديرة له لعدة سنوات.

*ونالتْ دبلوم آخر في مجال الإدارة المدرسية* ضمن مشروع إعداد المعلمين، منتصف الثمانينيات، كما التحقت بكلية التجارة جامعة صنعاء، رغم انشغالها في إدارة مدرسة سبأ (نعمة رسام حالياً) التي بُنيت عام 1971 على نفقة دولة الكويت، والتي تأسست أولًا كمعهد للمعلمات قبل تحويلها لمدرسة ابتدائية للبنات، مطلع الثمانيات، في مديرية المظفر وسط مدينة تعز.

*الرحيل الفاجع*

ولما كانت "نعمة رسام" مثالاً للمعلم، ونظرًا لجهودها في السلك التربوي وما قدمته خلال ربع قرن من الزمن، تم اختيارها من قبل وزارة التربية والتعليم في الحكومة اليمنية حينها كأحد المتميزين في التربية والتعليم باليمن لتكريمها في يوم المعلم أبريل/نيسان 1999.

*وفيما كانت عائدة من العاصمة صنعاء*، حيث كُرمت من قبل وزير التربية والتعليم آنذاك الدكتور يحيى الشعيبي، تعرضت لحادث سير في الطريق إلى محافظة تعز أودى بحياتها عصر الثلاثاء 27 أبريل/نيسان 1999... وربما الحدث غير برئ...!؟

*وعقب الحادثة، في اليوم التالي*، أصدر الوزير الشعيبي، الذي يشغل حاليًا مدير مكتب رئاسة الجمهورية، القرار رقم 133 بتغيير اسم مدرسة سبأ إلى مدرسة الشهيدة نعمة أحمد رسام؛ تقديرًا لجهودها ونجاح إدارتها للمدرسة التي أصبحت منارًا للعلم وإحدى أبرز المدارس في المدينة.

*وكانت الفجيعة كبيرة حينها* في أوساط طلابها وزملائها في الوسط التربوي عموماً، حيث مثلث قدوة بارزة في نشاطها التربوي في مرحلة من تأريخ اليمن كانت التعليم بدأ بالتصاعد في المدن اليمنية، وكان اقبال الفتيات على التعليم قليل جداً، فضلاً عن مواصلتهن التعليم الجامعي الذي كان نادراً ومن ضمنهن التربوية "نعمة رسّام".

*ربع قرن في خدمة التعليم*

وفي تأبينها، أصدر مجموعة من زملائها التربويين كتابًا عنها، دبّج افتتاحيته الدكتور يحي الشعيبي، إلى جانب محافظ تعز حينها أحمد عبد الله الحجري.

*الكتاب الذي جاء تحت عنوان* "ربع قرن من العطاء.. نعمة أحمد رسام من المهد إلى اللحد"، أعدته لجنة من أحد عشر معلمًا ومعلمة، ترأستها شقيقتها فاطمة رسام التي خلفتها في إدارة المدرسة حتى العام 2012، قبل رحيلها بعامين، يونيو/حزيران 2014.

*وحمل الكتاب عدد من المقالات والكتابات والتعازي وقصائد الرثاء*، وضمنه كتب مدير المعهد السويدي رويني إدبرج مشيدًا بـ نعمة رسام التي كانت "خدومة وحريصة جدًّا على الخدمة العامة والخاصة لمدرستها وطلابها والمدرسين العاملين معها".

السويدي "إدبرج" الذي حظي بـ"التعامل المباشر معها"، وقام بعدد من الزيارات للمدرسة آنذاك، امتدح ما أسماه "المستوى الرائع والأسلوب الذي يدل على إدارة جيدة للتربوية الراحلة".

*وفي معرض حديثه عن* "بعض الملاحظات بشأن طرق التدريس في اللغة الإنجليزية والرعاية الصحية بالتنسيق معها"، كرر إشادته "لقد أخذت ملاحظاتنا بعين الاعتبار ورأينا مدى إتمامها بالمستوى التعليمي ككل".

*وبعد رحيل نعمة رسام، 1999*، تولت شقيقتها فاطمة رسام إدارة المدرسة حتى العام 2012، قبل أن تتعاقبها العديد من التربويات على امتداد العقد الماضي.

*ومع الاحتجاجات التي شهدتها* اليمن،في الــ 2011، إبان الثورة الشبابية التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق علي صالح، تصاعدت آراء معارضة لبقاء فاطمة رسام في منصبها، ليجري تغييرها بـ عبيدة حسين شومان كـ قائمة بأعمال الإدارة حتى اندلعت الحرب عام 2015.

*وخلال السنوات 2015 – 2017، اتخذ المقاومة الشعبية* بتعز ضد مليشيات الحوثي، مدرسة نعمة رسام مقرًا له، ومركزًا لتدريب الأفراد، فيما التحقت طالبات المدرسة بمدارس أخرى.

*إحياء الروح الوطنية*

وفي عام 2017، أعيد افتتاحها أمام الطالبات، وعُيّنت أ. شفاء الشيباني مديرة لها حتى وفاتها عام 2020، لتعقبها *أ. رجاء الدبعي*، المديرة التي تقودها لأكثر من عامين حتى الآن، وهي التي أعطتها مؤخرًا كل هذا الزخم اللافت تزامنًا واحتفالات اليمنيين بأعياد الثورة اليمنية، سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، فتحيتي وتقديري لك ايتها الدبعية الأصيلة والثورية الحرة والتربوية القديرة

*وفيما جرّف الحوثيون الهوية المرتبطة* بهذه المناسبات الوطنية، حد تغيير المناهج، تولت هذه المديرة مهام إشعال روح الحماسة في الذات اليمنية لدى النشء واليافعين.

*الاستاذ القديرة رجاء الدبعي* من مواليد تعز 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1972، متخصصة بـ علم الفيزياء وتحمل شهادة البكالوريوس. وعملت بالتدريس على مدى 22 عامًا، تدرجت خلالها بمهام عديدة كأمينة معمل الفيزياء، ومدربة للطاقة والتمديدات الكهربائية ثم وكيلة للمدرسة ذاتها.

*ووفقًا لـ الدبعي* خلال حديثها لـقناة "يمن شباب"، استقبلت المدرسة قبل الحرب، 2015، ما يقارب 7 آلاف طالبة في العام لفترتين صباحًا ومساء، غير أنها شهدت نقصًا في العدد مع إعادة افتتاحها عام 2017، جراء نزوح معظم كادر المدرسة، لتقتصر فقط على الفترة الصباحية، عند مستوى 3 آلاف ومائتي طالبة...

x