مختصر القول في الرد على شبهة هل كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أميآ

مختصر القول في الرد على شبهة هل كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أميآ



ملخصات فقهيه للدكتور يوسف الرخمي

هل كان نبينا أميا؟ إجابة على شبهة

ـ✾═══════════✾

لا تكاد تمر فترة قصيرة دون أن أرى المنشور الذي ينكر فيه صاحبه أمية النبي صلى الله عليه وسلم، أو يرسل إليّ بعض الشباب يسألون عنه، وما انتشاره لصحة ما فيه أو قوته، بل لغرابته وبعده عما تقرر في نفوس سائر الناس، فرأيت أن أكتب مختصرا يبين بطلانه إن شاء الله، ويغني عن الكلام عليه مرة أخرى.

وخلاصة الشبهة: (أن القول بأمية النبي صلى الله علي وسلم خطأ فادح، وأن أحدهم حين سئل عن ذلك قال: كذبوا عليكم، لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث وسبعين لسانا، وإنما سُمي بالأمي نسبة إلى أم القرى (مكة)... الخ).

والجواب على ذلك أن أمية الرسول صلى الله عليه وسلم التي تعني أنه لا يقرأ ولا يكتب ثبتت بالقرآن والسنة، والأمية وإن كانت نقصا في آحاد الناس فإنها في حق النبي صلى الله عليه وسلم كمال، ومعجزة من معجزاته الشريفة، فلو كان صلى الله عليه وسلم يكتب ويقرأ قبل أن يوحى إليه لشك الناس في أمره أو قالوا: إنه تعلم هذه العلوم عن طريق القراءة والكتابة.

ومما يدل على أميته عليه السلام في القرآن، قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون)، ومعنى: ما كنت تتلو من قبله من كتاب: أي أنك لم تكن تقرأ كتابا حتى يقول أحدهم هذا القرآن الذي جاء به هو مما كان يتلوه من قبل. ومعنى: ولا تخطه: أي ولا تكتبه.

وقوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)، وهي صريحة في الوصف بالأمية.

ومن السنة حديث عائشة عند البخاري ومسلم في قصة نزول الوحي: فجاءه الملك، فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.

وفي حديث الحديبية المشهور أن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل عليًا أن يريه كلمتي (رسول الله) ليمحوهما ولو كان قارئا كاتبا لما سأل.

والذي عليه جماهير علماء الأمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتعلم القراءة والكتابة بعد نزول الوحي، وخالف في ذلك الباجي من المالكية واستدل بآثار عن بعض التابعين لم يصح منها شيء، ولو صحت لم تقاوم هذه النصوص الصريحة، فكيف وهي غير صحيحة، ولقد شنع على الباجي علماء الأندلس في زمانه ورموه بالزندقة، وأن الذي قاله مخالف لصريح القرآن، ونحن وإن لم نوافقهم فيما رموه به إلا أنه أخطأ فيما ذهب إليه بلا شك.

وما ذكره صاحب المنشور من أن المراد بالأمي هو المنسوب إلى أم القرى وهي مكة فجهل وتخبيط؛ فإن النسبة إلى الاسم المركب تركيب إضافة تكون إلى صدره ما لم يخش اللبس، واللبس هنا متعين، فلا يقال: أمي، وحتى النسبة إلى الجزء الثاني بحيث يقال (قروي) فيه لبس أيضًا، فتكون النسبة المقبولة أن يقال: مكي، ثم أين التمييز بنسبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة فالمهاجرين كلهم ينسبون إليها أيضا.

والخلاصة أن القول بعدم أمية النبي صلى الله عليه قول شاذ لا تسنده حجة نيرة، فلا ينبغي الالتفات لمثله.

ـ✾═══════════✾

عن طريق تطبيق فتاوى الدكتور يوسف الرخمي

x