قصص مشهوره على ألسنة الخطباء والوعاظ غير صحيحة. تغرس مفاهيم  مغلوطة ينبغي تجنبها قصة المرأة التي لم تخرج لزيارة والدها طاعة لزوجها

قصص مشهوره على ألسنة الخطباء والوعاظ غير صحيحة. تغرس مفاهيم مغلوطة ينبغي تجنبها قصة المرأة التي لم تخرج لزيارة والدها طاعة لزوجها



المرأة التي لم تخرج لزيارة والدها طاعة لزوجها:

تنتشر بين الخطباء وبالتالي عامة الناس قصص لا تصح سندا ولا متنا، وتساهم في غرس مفاهيم مغلوطة لا تتفق وأحكام الشريعة المعتبرة، والعجيب هو الانتشار المهول لها بين الناس حتى تغدو من المسلمات التي لا تقبل النقاش، في حين تكلّ عقولهم وتعيا أفئدتهم أمام كمّ كبير من النصوص الصحيحة والأحكام الشرعية المعتبرة، فلا يحفلون بها حفظا ولا يعيرونها فهما ولا فقها، وسأسعى في نشر ما تيسر من تلك القصص مبينا ما يحفّها من أخطاء وما يعتورها من مخالفات من خلال هذه السلسة.

وستكون قصتنا الأولى هي:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً خرج وأمر امرأته أن لا تخرج من بيتها، وكان أبوها في أسفل الدار، وكانت في أعلاها، فمرض أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: أطيعي زوجك. فمات أبوها فأرسلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أطيعي زوجك. فأرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد غفر لأبيها بطاعتها لزوجها.

وهذا بيان بالأخطاء التي تكتنف القصة..

1- هذا الرواية أوردها الطبراني في الأوسط ولا تصح سندا؛ فقد ضعفها العراقي في تخريجه لأحاديث الإحياء، وقال العلامة الألباني في الإرواء: في سندها عصمة بن المتوكل وهو ضعيف.

2- لا يجوز للرجل أن يمنع زوجته من البر بأبويها، فإن فعل لم تجب عليها الطاعة في ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

3- لو أن امرأة تركت زيارة أبيها في مرض موته ولم تُعزّ أمها فيه لكانت بهذا العمل عاصية لا محسنة، وقد جعلت هذه القصة الضعيفة هذه المعصية سببا لمغفرة الذنوب.

4- طاعة المرأة لزوجها واجبة ولا شك، وقد وردت بها نصوص كثيرة، بل طاعته مقدمة على طاعة الوالدين كما قرر الفقهاء، ولكن المغالاة في ذلك والتعنت من الزوج في استخدام هذا الحق لا يجوز وهو ظلم يؤاخذ به.

فتكون القصة بهذا ضعيفة سندا منكرة متنا ومعنى.

إلى اللقاء في قصة جديده.

للشيخ الدكتور يوسف الرخمي.عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

x