المسح على الخفّين والجوربين📚
#المسح_على_الخفين_والجوربين
#ملخصات_فقهية
🖋 د. يوسف حسين الرخمي.
📌 الخفّ هو الحذاء الطويل الذي يغطي القدمين مع الكعبين، والجورب ما يُلبس تحت الحذاء، وهو ما يسمى في عصرنا بـ (الشرّاب).
📌 يجوز المسح على الخفين أثناء الوضوء عوضا عن غسل الرِّجلين بإجماع من يُعتد به من الفقهاء، وذلك على سبيل الرخصة إذا كان المسلم سيصلي بها في مكان يناسب ذلك، كما لو أراد الصلاة في الصحراء أو المزرعة أو مكان العمل.
📌 كما يجوز المسح على الجوارب (الشرّاب) على الراجح من أقوال الفقهاء، وقد ورد في حديث المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الجوربين والنعلين، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وحكم بصحته العلامة أحمد شاكر والألباني، وهو فعل جماعة من الصحابة منهم علي، وعمار، وابن مسعود، وأنس، وابن عمر، والبراء، وبلال، وغيرهم، ولا يُعرف لهم مخالف.
ويشمل هذا كل جورب على أي صفة كان، سواء كان مصنوعا من الجلد أو القماش أو الصوف أو غيره، وسواء كان ثخينا أو رقيقا؛ فإن مسمّى الجورب الوارد في الحديث يشملها جميعا ولا يخص نوعا دون آخر، كما أن الحِكمة من المسح هي التيسير والتخفيف على من يشق عليه نزعه أثناء الوضوء فينبغي أن يشمل هذا كل جورب على أي صفة كان، والأمر لا يعدو أن يكون رمزا تعبديا وإلا فما عساه أن يفعل المسح أصلا، فلا معنى إذن لكثرة الشروط التي يذكرها بعض الفقهاء، وليس المقصود من جواز المسح على الجورب أن يكون ساترا للقدمين؛ فإن الأقدام ليست عورة يجب سترها، وإنما المقصود الرخصة على المكلّف والتسهيل عليه، كما أن مقتضى الصناعة في عصرنا لم تعد معتمدة على حجم ونوع المادة التي تصنع منها الجوارب فقط؛ فقد تُؤدي الجوارب الرقيقة المصنّعة بطريقة معينة أغراضا لا تُؤديها الجوارب الثخينة، وفي عصرنا إنما يغلب استخدام هذا النوع من الجوارب القماشية المعروفة، ومع كثرة شروط الفقهاء في الجورب الذي يجوز المسح عليه يلزم أن نعود على أصل الرخصة بالإبطال؛ فلا تكاد توجد الجوارب التي يشترطها كثير من الفقهاء، وعوضا عن رفع الحرج الذي لأجله شُرعت هذه الرخصة أثقلنا المكلّف باشتراطات لا دليل عليها، فصارت هذه الرخصة بابا للتعسير لا التيسير، وقد قال بجواز المسح على الجوارب الرقيقة جماعة من الصحابة والفقهاء كما قال العلامة النووي في المجموع: (وحكى أصحابنا عن عمر وعلي رضي الله عنهما جواز المسح على الجورب وإن كان رقيقا، وحكوه عن أبي يوسف ومحمد وإسحاق وداود، وعن أبي حنيفة المنع مطلقا، وعنه أنه رجع إلى الإباحة)، ورجّح ذلك من المتأخرين ابن تيمية، ومن المعاصرين محمد رشيد رضا، والألباني، والقرضاوي، وابن عثيمين، وغيرهم.
📌 يجوز المسح على الخفين والجوربين في أي وقت وعلى أي حال ما دام ذلك على الصفة الشرعية، سواء كان ذلك في وقت البرد أو في وقت الحر، لحاجة أو لغير حاجة، لمريض أو لصحيح، لمسافر أو لمقيم، والمسح جائز في حق النساء والرجال معا.
📌 يشترط لجواز المسح عدة شروط:
❶ أن يكون الخفّ أو الجورب طاهرا.
❷ أن يكون المسلم متوضئا حين لبسهما.
❸ أن يكون الخفّ أو الجورب ساترا للمحل الذي يجب غسله في الوضوء وهو القدم مع الكعبين، فإن كان قصيرا تحت الكعبين لم يصح المسح عليه.
❹ أن يكون المسح لمدة يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر.
📌 يجوز المسح على الخفين والجوربين وإن كان فيهما خروق ما لم تخرجه عن مسمى الخف والجورب؛ فإن هذا مما لا تكاد تخلو منه خفاف الناس في زمن نزول الوحي وهم يعيشون في مناطق بدائية وصحراوية.
📌 كيفية المسح:
يكفي في المسح أن يمسح ظاهر القدم دون الحاجة لمسح الجوانب أو مسح أسفل القدم، وطريقة ذلك: أن يبلّل يديه ثم يضع أصابع يده اليمنى متفرقة على أصابع قدمه اليمنى، ويضع أصابع يده اليسرى على أصابع قدمه اليسرى ثم يبدأ بالمسح على شكل خطوط إلى جهة الساق مرة واحدة فقط، فإن فعل ذلك بيد واحدة للرِّجلين فلا بأس أيضا، وله أن يمسح الرِّجلين معا دفعة واحدة، أو يمسح اليمنى ثم اليسرى.
📌 نواقض المسح على الخفين والجوربين:
❶ وجود موجب للاغتسال كالجنابة والحيض والنفاس، فيجب نزعهما عندئذ وغسل جميع البدن.
❷ عند خلعهما من الرِّجلين أو من رِجل واحدة، فإذا فعل ذلك فقد انتقض المسح، وفي هذه الحالة يجب عليه غسل القدمين فقط عند جمهور الفقهاء دون الحاجة لإعادة الوضوء كاملا.
❸ انقضاء مدة المسح: فإذا مضت مدة المسح وهي يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيام بلياليها للمسافر انتقض المسح حتى وإن كان الشخص لا يزال متوضئا عند انتهاء المدة، وفي هذه الحالة يجب عليه نزعهما وغسل رجليه فقط.
📌 يبدأ احتساب المدة من أول مسح بعد انتقاض الوضوء كما هو قول أكثر الفقهاء، فمثلا: لو أنه توضأ لصلاة الفجر ثم لبس الخفين أو الجوربين، وبقي على طهارة حتى انتقض الوضوء الساعة العاشرة صباحا، ثم جاء وقت الظهر فتوضأ ومسح عليهما، فإنه يبدأ احتساب المدة من وقت الظهر إلى صلاة الظهر من اليوم الثاني إن كان مقيما (يعني مدة 24 ساعة)، ولمدة (72 ساعة) من وقت الظهر إن كان مسافرا.
📌 من لبس الخفين أو الجوربين وهو مقيم ثم سافر فيكمل المسح كمسافر ثلاثة أيام، ومن لبسهما وهو مسافر ثم أصبح مقيما فيكمل المسح كمقيم ولا يزيد في المسح على يوم وليلة.
📌 من احتاج أن يلبس أكثر من جورب فله أن يمسح على أيّها شاء؛ فقد صارت كلها بمثابة الجورب الواحد.
📌 من كان يلبس الشرّاب الطويل مع الحذاء القصير (تحت الكعبين) ويريد أن يصلي بهما معا، فيمكن اعتبارهما كأنهما شيء واحد، فيمسح على الحذاء أولا ثم يكمل المسح على الشرّاب ثم يصلي بهما معا.
📌 في حال وجود جبيرة أو ضمادة على جُرح فعلى المتوضئ أن يغسل الصحيح من أعضاء الوضوء، ويكتفي بالمسح فقط على الجبيرة أو الضمادة.
🌱وقانا الله وإياكم كل سوء ومكروه🌱